على رغم أن المؤتمر الصحافي الذي عقده رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جوزيف بلاتر سبق اجتماعه المرتقب برئيس الاتحاد الآسيوي محمد بن همام لتسوية الأزمات القائمة بينهما، إلا أن بلاتر قدم على طبق من ذهب كل المطالب التي يحتاجها ابن همام للتنازل عن ترشيحه المزمع لرئاسة «الفيفا»، والتي يأتي في مقدمها ضمان الحصول على الدعم اللازم لملف تنظيم قطر لمونديال 2022. وأكدت مصادر مقربة من ابن همام، أنه يعتبر الحصول على حق تنظيم «المونديال» لمصلحة قطر من أهم إنجازاته الرياضية لبلده والمنطقة، وهو ما أدركه بلاتر أخيراً، وبدأ في العزف على أوتاره. وامتدح بلاتر إمكانات قطر بصورة مبالغ فيها، إذ أشار إلى أنه فوجئ بالنمو الهائل الذي شهدته في السنوات الأخيرة على الصعيد الرياضي والبنى التحتية، وهو ما جعلها مسرحاً للتظاهرات الرياضية في المنطقة، على حد تعبيره. وغيّر رئيس الاتحاد الدولي من لهجته الحادة إبان زيارته للعاصمة السعودية، والتي أشار فيها إلى بعض الصعوبات التي تواجهها المنطقة، من أجل استضافة المونديال، إذ قال في المؤتمر الصحافي الذي عقده قبيل انطلاق نهائي كأس ولي عهد قطر أمس (السبت): «العالم العربي يستحق استضافة كأس العالم، وقطر تملك حظوطاً جيدة لتصبح أول دولة في المنطقة تنال هذا الشرف». وعاد بلاتر لتبرير امتداحه لقطر، خصوصاً في ظل ما يعرفه الجميع عن زيارات سابقة له للمنطقة قائلاً: «أقوم بزيارات متكررة إلى قطر، وفي كل مرة اندهش من التطور الهائل الذي طرأ عليها». واعتبر أن نجاح قطر في استضافة دورة الألعاب الآسيوية عام 2006 منحها سمعة طيبة، وأثبت قدرتها على تنظيم أكبر التظاهرات الرياضية، وقال: «دورة الألعاب الآسيوية حدث رياضي ضخم، ونحن نتحدث عن 30 لعبة موزعة بين الرجال والسيدات، ولأن قطر نظمتها بنجاح، فلا شك في قدراتها التنظيمية على الإطلاق». وشدد رئيس «الفيفا» على تمكسه بمبدأ المداورة بين القارات لاستضافة المونديال، وقال: «في السابق كان البعض يرى استحالة إقامة المونديال في أفريقيا أو أميركا الجنوبية، واليوم نستعد لانطلاق مونديال 2010 في جنوب أفريقيا، كما أن البرازيل ستستضيف مونديال 2014، وعلينا أن نمضي في موضوع المداورة، وبالتالي فإن المونديال من الممكن أن يعود إلى آسيا بعد إقامته 2002 للمرة الأولى في اليابان وكوريا الجنوبية». ورداً على سؤال حول صغر حجم قطر، وهل يترك ذلك تأثيراً في ملفها لاستضافة مونديال 2022، قال بلاتر: «عندما زرت قطر للمرة الأولى، كان عدد السكان 400 ألف، والآن وصلوا إلى 1.6 مليون نسمة، وهذا يعني أن التطور كبير، إضافة إلى ذلك، فإننا ننظر إلى البنية التحتية لكل دولة». وأوضح بالقول: «تلقيت تأكيدات من كبار المسؤولين في الدولة على دعمهم الكامل لملف قطر 2022، وأعرف أيضاً أن الدول العربية تدعم قطر لاستضافة هذا الحدث في الشرق الأوسط للمرة الأولى». وفي ختام المؤتمر، ألمح بلاتر إلى الاجتماع اللاحق بينه وبين ابن همام، وذلك رداً على سؤال حول الخلاف بين الطرفين، والذي قلل منه بقوله: «تربطني بمحمد بن همام علاقة جيدة، وأنا سألتقيه في نهائي كأس ولي العهد وأجلس إلى جانبه».