تجددت التكهنات امس السبت حول احتمال استقالة توني بلير رئيس الوزراء البريطاني الذي تراجعت شعبيته منذ الحرب على العراق حيث ذكر نائبه ان كبار الوزراء بحثوا من الذي يمكن أن يحل محله. وأجرت صحيفة تايمز حوارا مع جون بريسكوت نائب رئيس الوزراء ونشرته على صفحتها الاولى تحت عنوان (سباق لانتزاع تاج بلير). وأصدر مكتب بريسكوت امس بيانا وصف فيه العنوان الذي نشرته الصحيفة بأنه (غير صحيح). ونقلت الصحيفة عن بريسكوت قوله ان كبار الوزراء بحثوا مستقبل الحكومة بدون بلير ملمحا الى انهم يستعدون لاجراء تغييرات جذرية على الحكومة. ولدى سؤاله عما اذا كان كبار الوزراء يستعدون لتولي زعيم جديد مقاليد الحكم أو ان كانوا ناقشوا هذا الامر قال بريسكوت : أجل.. الناس يتحدثون عن هذا وتدور هذه المناقشة..في نهاية المطاف تنتهي ولاية كل رئيس لوزراء بريطانيا. وأحجم مكتب بلير عن التعقيب. وكان المتحدث باسم بلير قد نفى مرارا الشائعات القائلة باعتزامه الاستقالة قبيل الانتخابات المزمع اجراؤها العام القادم. ويعتقد المعلقون السياسيون أن بلير سيدفع ثمن قراراته السياسية غاليا وأن وقت الحساب اقترب. وتساءلت صحيفة تايمز البريطانية في عددها الصادر يوم الخميس الماضي : هل يستطيع بلير احتمال لهيب عاصفة العراق النارية المتزايد وقالت إن الوزراء في حكومة بلير يطالبونه باتخاذ مواقف منفصلة عن بوش. وقال مصدر بارز في الحكومة البريطانية للصحيفة : نحن نتبع سياسة المحافظين الجدد في الولاياتالمتحدة فيما يبدو. وذكرت تقارير أن عددا من الدبلوماسيين البريطانيين أعربوا عن قلقهم البالغ من موقف الحكومة البريطانية المؤيد لخطة الشرق الاوسط الكبير خاصة قبولها سيطرة إسرائيل على أجزاء من الضفة الغربية مع انسحابها من غزة. ومع اقتراب موعد انتخابات الرئاسة الامريكية وما لها من تداعيات على الساحة الدولية سيتعين على بلير ايضا أن يواجه ناخبيه في بريطانيا قبل يوليو عام 2006. لكن بلير راهن بكل ما لديه في غزو العراق. وقال لاعضاء البرلمان يوم الاربعاء الماضي : أنا رئيس الوزراء الذي بدأ كل هذا الامر وكان ذلك اعترافا غير مباشر منه بدوره في إقناع حزبه وناخبيه بضرورة الحرب. وجرت العادة على أن يجري رؤساء الوزراء استطلاعات قبل عام من انتهاء ولاياتهم التي تبلغ خمسة أعوام لقياس اتجاهات الرأي العام تجنبا للانسياق وراء الاحداث لكن الاحداث هذه المرة جرفت (بلير) ولم يعد يسيطر عليها. وتأتي هذه التعليقات لتزيد من التكهنات في لندن التي تقول ان توني بلير على وشك الاستقالة او ان منافسه الرئيسي في حزب العمال وزير المالية غوردون براون سيطيح به. وفي مقابلة مع صحيفة الاندبندنت (يسار) الجمعة، سعى بلير الى وقف هذه التكهنات مذكرا بنيته الترشح لولاية ثالثة في الانتخابات التشريعية المقبلة التي يمكن ان تحصل في ربيع 2005. وقال : اريد مواصلة عملي، احب القيام بذلك. واظهر استطلاع للرأي نشرته صحيفة تايمز (يمين) هذا الاسبوع ان حزب العمال لن ينال سوى 32% من الاصوات في حال ما إذا جرت الانتخابات الآن، اي في ادنى مستوى له منذ اكثر من 17 عاما. ونال منافسه الرئيسي حزب المحافظين 36% من الاصوات.