قبل المشاركة العربية المرتقبة في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب اواخر هذا العام وفي اطار مشروع ثقافي كبير ينشر على شبكة الانترنت لمدة اربعة اسابيع من خلال ستة من الادباء الالمان من الجيل الجديد للكتابة عن عدد من العواصم العربية ومثلهم من الادباء العرب في الكتابة عن المدن الالمانية الكبرى.. استضاف معهد جوتة بالقاهرة الشاعر الالماني خوزيه اوليفر في قراءة شعرية لاعماله ضمن مشروع "مداد" او رواة المدن.. والمشروع هو جزء من المنتدى الادبي الالماني العربي على الانترنت.. والذي يهدف الى التعريف بسبعين من الكتاب العرب من جيل الشباب بالاضافة الى تقديم ببلوجرافي عن كتب الادب الالماني المترجمة الى اللغة العربية في صورة رقمية وذلك بهدف فتح آفاق جديدة على المجتمعات وفي زيادة التبادل الادبي بالاضافة الى الاطلاع على اشكال تطور الادب المتباينة في كل من المانيا والعالم العربي. والمشروع يتكون من ثلاثة اجزاء يساهم كل منها بطريقة مختلفة في تحقيق عدد من الاهداف منها تيسير الوصول الى الادب الالماني المترجم الى العربية بصفة خاصة للقراء العرب من خلال مشروع (رواة المدن) حيث سيسافر رواة المدن العرب الى شتوتجارت وميونخ وفرانكفورت وكولونيا وهامبورج وبرلين.. اما العالم العربي فسيبدأ في القاهرة على يد خوزيه اوليفر وفي دمشق على يد الاديبة اولا لينتسه القادمة كولونيا وفيما بعد سيسافر من الجانب الالماني كل من زيلكا شويرمان الى بيروت وشيتفاكوبتسكي الى الرباط ومايكل لينش الى عمان ونورمان اولر الى رام الله اما الادباء العرب الذين تم اختيارهم فسيتواجدون في المانيا في الاغلب خلال شهر سبتمبر 2004 علاوة على ذلك فان رواة المدن سيقومون بعقد اجتماعات لقراءة ما كتبوه ومناقشته في معاهد جوتة ودور النشر المعنية، ومعرض فرانكفورت وذلك بتقديم نصوصهم وتجاربهم باعتبارهم شخصيات متجولة في عالم مختلف. والشاعر الالماني خوزيه اوليفر ولد في مدينة هاوساخ بمنطقة الغابة السوداء وما زال الى الآن يعيش هناك ككاتب حر وتعلم الالمانية والاسبانية وتعلم اللغة الرومانسية وآدابها بالاضافة الى دراسته الفلسفة وقد ظهر اول دواوينه الشعرية (الرحيل) عام 1987 وقد ترجمت اعماله الى العديد من اللغات من بينها التركية والمجرية والبولندية والاسبانية واخيراً العربية وقد حصل على العديد من الجوائز منها جائزة ابليرت فون شامبسو عام 1997 والتي تعد واحدة من اهم الجوائز الالمانية في الادب وتتميز لغة اوليفر بأنها قوية رصينة إلا انها في نفس الوقت موسيقية فهو متميز بقدرته التي لا تنضب على إيجاد تركيبات لغوية وكلمات جديدة ومنها قصيدته التي القاها خلال الامسية: مثل ذكرى، كيف اني لم اعد اليوم، كيف المباراة، كيف الجوالات، كيف هو، كيف الاسم، كيف يولد الاسم، كيف ينطق الاسم بالاسبانية. وتساؤلات كثيرة تحملها القصيدة في جو فلسفي حول افريقيا والميلاد والموت. وقد صاحبت قصائد للموسيقى والشعر واغنية اداها الشاعر بنفسه في مزيج بين الادب والموسيقى وفي اغنية (هدهدة الطفل) تحدث الشاعر حول ظروف كتابتها فقال انه عندما كان في كمبرديج منذ عامين وصلته رسائل الكترونية عبر الانترنت لطرفي الصراع الفلسطيني والاسرائيلي وان لم يكن يصرح بهما. والقصيدة كلها تدور حول الضجيج والام والهم والغير في توصيف للمأساة التي يعيشها الانسان على ارض فلسطين. وفي سؤال للكاتبة سلوى بكر تمنت فيه ان يستلهم الشاعر الالماني من الاحداث الجارية في العراق وامتهان كرامة الانسان لكتابة قصائد معبرة عن ذلك رد خوزيه بأن أي قصيدة تنشأ بالنسبة له يكتبها عندما تمسه وليس عندما يطلب منه كتابة شيء.. فالكتابة كما يقول هي حوار مع نفسه ومع العالم، وقال ان أي كاتب عندما يكتب يجب الا يدخل في صراعات واحداث سياسية وان يحبس كتابات في صراع معين. وعقبت سلوى بكر ناقضة كلام الشاعر فقالت ان الشعر لا بد ان يسجل الاحداث بوجهة نظر الشاعر وانها لم تطالب الشاعر بكتابة قصيدة معينة انما كانت تتمنى عليه ان يخاطب ضميره الانساني ان يتأثر بما يجري في العراق وقالت ان ازمة الشعر المعاصر هي انه لا يرتقي للهموم الانسانية فالفن هو كيفية قول الاشياء التي تهمنا جميعاً ورد عليها الشاعر بأنه لو لم يرد ان يتدخل في هذه الاحداث لما كتب اغنية (هدهدة الطفل) وانه بدأ بالفعل في كتابة قصيدة عن العراق.. ولكن دون ذكر الاسماء. ثم سرد خوزيه أول انطباعاته عن القاهرة فقال: كنت اتصور اني سأكون غريبا في هذه المدينة الا انني بعد اسبوع فقط من المعايشة لم اشعر بأي غربة خاصة ناحية الاسلام.. الذي سمع عنه الكثير وقال انه زار الجامع الازهر يوم الجمعة وعندما سمع صوت الاذان اقشعر بدنه وكأنه يصلي. الشاعر خوزيه أوليفر يلقي قصائده