تحت زخات المطر وصوت الرعد ووميض البرق أبدع الروائي والأديب الألماني نجم والي في تقديم ما يزيد على 20 قصيدة من الشعر الألماني في أمسية استضافها نادي القصيم الأدبي، مساء الثلثاء الماضي، وحملت عنوان «قراءات عربية من الشعر الألماني»، وشهدت حضور الملحق الثقافي في السفارة الألمانية بالرياض ستيفان شينك، والذي أبدى سعادته بهذه الأمسية، قائلاً: «إنها واحدة من زيارات عدة نقوم بها بالتعاون مع الأندية الأدبية في الرياض والدمام وبريدة وجدة». وعدَّ شينك لغة الشعر «بمثابة الجسر بين الناس، فالإحساس يبنيه مهندسون «افتراضيون» كأمثال نجم والي الذي يقوم بهذا الدور كوسيط بين الثقافات»، شاكراً للنادي الأدبي في القصيم استضافته هذه الأمسية، راجياً أن تحقق أهدافها المرجوة. وقدم الأديب نجم والي قراءات شعرية ونصوصاً أدبية لشعراء ألمان من القرن ال20، مثل أينست جندر وبوركن بيكر وهلر هالكم وقولف كيسرن وكرستوف ميكل ووبيتر هم ورانا ملفوكسي وغيرهم من شعراء القرن ال20 في ألمانيا، والذين عايشوا مراحل مفصلية في تاريخ ألمانيا الحديث كالحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية وحكم هتلر والنازية، وتوحيد شطريها. وبين والي أن شعراء القرن ال20 «تأثروا كثيراً وتغيرت لغة شعرهم عن نظرائهم في عصر التنوير، كجوته وغيره من الأدباء المعاصرين له، بسبب الأحداث المأسوية التي مرت بها ألمانيا في هذه الفترة». وتحدث عن صعوبة الترجمة من اللغة الألمانية وإليها، حين يتعلق الأمر بمجال الأدب، مشيراً إلى أن الكلمة المترجمة من اللغة الإنكليزية تقابلها ثلاث كلمات في اللغة الألمانية، كما أنها لا تقبل المثنى. وأجاب والي عن سؤال حول صورة العربي في الثقافة الألمانية، بالتطرق إلى موقف جوته «الذي كان معجباً بالشرق عدا بعض الاستثناءات». ونفى حضور الأدب العربي بقوة في المشهد الأدبي الألماني. وقال: «إنه غائبٌ تماماً بسبب عدم تقديم العرب والمسلمين أنفسهم بصورة توضح ما لديهم من آداب وفنون، من خلال ترجمة نتاجهم الذي لا يوجد منه إلا النادر وبشكل خجول، كترجمة لأعمال أدونيس ومحمود درويش». وحول الضوابط التي تتلبس الشعر الألماني ومدى وجود الإيقاع فيه، أوضح والي أن «الشعر الألماني يحمل إيقاعاً وموسيقى داخلية، لكن لا يمكن أن نشبهها بالشعر العربي، فهي قصائد نثرية ولا تخضع للوزن والقافية».