توجه كبير المفاوضين السودانيين مع متمردي دارفور الشريف احمد عمر بدر الى العاصمة التشادية نجامينا على رأس وفد رفيع المستوى لازالة سوء الفهم الناتج عما اعتبرته الحكومة التشادية اختراقا لاراضيها من قبل الطيران السوداني وميليشيات الجنجاويد المتهمة بالعمل تحت مظلة القوات السودانية. اعلن ذلك وزير الدولة بوزارة الخارجية السودانية نجيب الخير عبدالوهاب وقال: ان السودان والتشاد يجريان محادثات لتخفيف التوتر الناشئ كما تقول الحكومة التشادية عن توغل ميليشيات سودانية في اراضيها. وقال ان كبير المفاوضين السودانيين سينقل وبشكل واضح الى الرئيس التشادي ادريس ديبي ان الحكومة السودانية لن تدخر جهدا كي تضمن للتشاد الجارة ان حدودها لن تمس وانها لن تكون مهددة من قبل اي قوة من داخل الاراضي السودانية. واكد الوزير السوداني ان السودان والتشاد يتمتعان بما فيه الكفاية من الارادة السياسية لتخفيف التوتر بطريقة ايجابية وواقعية. وكان كبير المفاوضين السودانيين قد اجرى يوم الاحد مباحثات في مقر الاتحاد الافريقي في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا لتمديد العمل بوقف اطلاق النار الموقع في نجامينا في التاسع من ابريل الماضي بين الحكومة السودانية ومتمردي دارفور وذلك لمدة 45 يوما. وكانت تشاد قد اتهمت يوم الاحد السودان بانتهاك حدودها في المناطق التي تؤوي فيها اللاجئين السودانيين الفارين من القتال في منطقة دارفور. ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية عن وزير الدفاع في تشاد ليمانويل نادنجار قوله انه ابلغ عن وقوع انتهاكات للمجال الجوي من قبل مروحيات علاوة على توغل لمليشيات عربية في الاراضي التشادية. وبلغ الغضب بالمسؤول التشادي ان وصف ما اسماه الاجراءات السودانية في الايام الاخيرة (بالعدائية) مضيفا ان (لصبر بلاده ازاء تلك الممارسات حدودا). واضاف نادنجار ان مروحيتين سودانيتين حلقتا فوق الاراضي التشادية لمدة ساعتين الجمعة بينما قامت القوات التشادية باجبار مليشيات الجنجاويد على الخروج من منطقة كونو الحدودية. من جهتها اتهمت الاممالمتحدة السودان بالسكوت على عمليات وصفتها بالتطهير العرقي تجري في دارفور وهو الاتهام الذي تنفيه الخرطوم. وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل انتقد بشدة الولاياتالمتحدة قائلا انها لم تعد تستطيع الحديث عن حقوق الانسان بعد التجاوزات ضد معتقلين عراقيين من قبل جنود امريكيين. وقال اسماعيل للصحافيين بعد الجلسة الصباحية لوزراء الخارجية العرب المجتمعين في القاهرة يوم الاحد ان تجاوزات الجنود الامريكيين في العراق اقل ما توصف به انها غير انسانية وفظيعة مضيفا ان من يرتكب مثل هذه الانتهاكات لايستطيع الحديث عن حقوق الانسان لان هذا يشكل ازدواجية في المعايير. ونفى اسماعيل مجددا اتهامات الاممالمتحدة ومنظمات حقوق الانسان للقوات الحكومية والميلشيا التابعة لها بالقيام بعملية تطهير عرقي في دارفور واكد ان عدد الذين قتلوا جراء النزاع في هذه المنطقة غرب السودان منذ اندلاع النزاع قبل اكثر من عام لايتجاوز الف شخص معظمهم من القوات المسلحة وليس 10 الاف كما تقول الاممالمتحدة. واعلن مصطفى عثمان اسماعيل ان لجنة مراقبة اطلاق النار في دارفور التي شكلها الاتحاد الافريقي ستبدأ عملها في 15 مايو الجاري وتضم اللجنة التي اقترحها الاتحاد الافريقي ممثلين للطرفين المتنازعين (الحكومة السودانية وحركتا التمرد في دارفور) وتشاد (الوسيط الرئيسي في النزاع) والمجتمع الدولي.