عزيزي رئيس التحرير عندما اتصفح جريدة (اليوم) واقرأ ما فيها من مواضيع شاملة لجميع الاخوة والاخوات فانني اتخيلها مثل الأم الحنون التي تسكن البيت الكبير ويتجمع حولها ابناؤها يرون لها حكاياتهم المختلفة ويشكون هموهم ومتاعبهم وينتظرون ان ترشدهم بعقلها الراجح لما يجب عليهم ان يفعلوه وهي بعطفها تشعرهم بالدفء والحنان. فجريدة (اليوم) جريدة ناجحة بكل المقاييس لانها سمحت للمواطنين بتواصل الافكار بينهم وسلحتهم بالقلم الحر واوقفتهم على ارضية الثقة واضاءت لهم نور المستقبل بالتفاؤل وربطتهم برابطة الاخوة فمن خلالها اوجه فائق شكري واحترامي لادارتها وللقائمين عليها وللمشاركين بالكتابة فيها لانهم اثاروا مواضيع هامة ومحسوسة بالمجتمع وتناولوا فيها الجوانب السلبية والايجابية وساهموا بالتوعية العامة فكانوا كخلية النحل جميع من فيها يعمل باخلاص بلا كلل او ملل. فجريدة (اليوم) هي احدى جرائد الوطن التي يهمها ان تعايش الواقع وتنقل الصورة الحية الحقيقية وتقول للمحسن احسنت وللمخطئ اخطأت. بعد هذه المقدمة اود ان اقول: نحن كعرب ومسلمين نرفض الظلم بكل صوره ويجب علينا ان نتحد جميعا بالتصدي له والقضاء عليه امتثالا لاحكام الاسلام. وما حدث للمذيعة السعودية رانيا الباز وبشاعة ما تعرضت له هو من اسوأ انواع الظلم الذي يتعرض له الانسان فكم اعتصر الألم قلبي وانا اقارن بين صورتها قبل الضرب وبعده واتخيل الوحشية بضربها ولا اخفي عليكم ان دموعي تساقطت بغزارة لهذا المنظر وما زادني ألما أن الفاعل هو زوجها الذي ربطته بها رابطة مقدسة وهو المكلف بحمايتها وهو من امره ربه بالرفق بها. ورانيا ليست الوحيدة انما هي نموذج من صور متكررة لنساء كثيرات في المجتمع ويجب علينا ان نعترف بذلك. فكوني امرأة وانتمي لعالم النساء فانني كثيرا ما ارى او اسمع عن مثل هذه المآسي. ان ظاهرة ضرب الزوجات اصبحت متفشية والتعذيب لهن اصبح معتادا من رجال نسوا آدميتهم وانتموا لعالم الذئاب والوحوش المفترسة ويرجع سبب ذلك لابتعادهم عن الايمان بالله والاسلام. وما جعلهم يتمادون في ذلك هو القلب الطيب الذي تتمتع به المرأة والصفح عمن اساء لها ونسيان ظلمه والاستمرار في التضحية ومثل هؤلاء الظالمين لا ينبغي السكوت عنهم او التسامح معهم لانه يزيدهم طغيانا وتجبرا. فضعفك ايتها المرأة لن ينفعك عندما تصبرين على ظلم رجل لايراعي الله فيك فأنت من ستعانين قهره وسيزيد وحشية وقسوة فتذكري أنك يجب ان تستمدي قوتك من خالقك ودينك. ووقوع ظلم الرجل عليك هو منكر لانه ينافي تعاليم الدين الحنيف فأنت لست في غاية انت في دولة تطبق شرع الله ولها قوانين وانظمة وقادرة بإذن الله على حمايتك وردع من يعتدي عليك. وانت ايها الظالم اذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك فليس بين دعوة المظلوم وبين الله حجاب. هدى النذير عرعر