المراجع للدوائر الحكومية في حفر الباطن، ومن تتاح له الفرصة ليغوص في أعماقها، سيخرج ببعض الانطباعات المهمة والجديرة بالملاحظة. وهو فعلته، ليس عمداً، بل لأن الظروف اجبرتني على ذلك، وإليكم بعض ما خرجت به: @ غالبية مديري هذه الإدارات هم من كبار السن وقدامى الموظفين، ومع حاجتنا إلى الخبرة، ذات التجربة الثرية التي قد تغني المسيرة، إلا ان الحاجة إلى الدماء الجديدة، التي تتسم بالسعي لخدمة الوطن والمواطن، والمتسلحة بالخبرات الأكاديمية بات ضرورة ملحة للغاية. وللأسف فإن هذه الدماء لا تمنح الفرصة لكي تعطى بالشكل المطلوب، بل تبقى العيون مسلطة عليها، بخوف وترقب، حتى لا تنجح فتحل محل الدماء القديمة، ومع ان سياسة الحلول أمر طبيعي جداً، تحتاجه هذه الإدارات. @ بعض وليس كل مديري الإدارات الحكومية يتعمدون ان يحتفظوا بالتعاميم والتوجيهات التي تصدرها الوزارات التابعين لها، في أدراج مغلق عليها جيداً، ولا يتيحونها لعموم الموظفين، حتى يبقى الموظف محتاجاً ومضطراً إلى المدير، ولا يستغني عنه في حال من الأحوال. مع ان هناك تنظيمات خاصة بالتعاميم، إلا ان هؤلاء المديرين يحتكرونها، بطريقة مركزية، عفى عليها الزمن. وكل ذلك من أجل ان يضمنوا البقاء في مناصبهم، وهم لا ربما قد لا يعلمون ان طريقتهم هذه لن تحفظ لهم مناصبهم، فالحكمة الشهيرة تقول (لو دامت لغيرك ما وصلت إليك). @ غالبية الموظفين لا يحصلون على دورات تطويرية وهم على رأس العمل، ومع ان هناك استثناءات، إلا أنه تبقى محدودة جداً، وهذا الامر لا يساهم في تطوير قدرات الموظف، ومن ثم تطوير الخدمة المقدمة للمراجع، المستفيد من خدمات هذه الإدارة. @ الرقابة على مستوى الأداء، ومدى رضا الجمهور عن هذا الأداء، والبحث عن حلول للارتقاء به. من خلال قياس الرأي العام تجاه خدمات تلك الإدارة. @ تشجيع مبدأ الثواب والعقاب، فللمحسن ان ينبغي ان نقول له (أحسنت)، وللمسيء (أسأت)، ونقول الكلمتين مادياً ومعنوياً (خطاب شكر ومكافأة، حسبما يسمح به النظام). عموماً دوائرنا الحكومية بحاجة إلى مزيد من الشفافية والوضوح، سواء داخل هذه الإدارات أو مع المراجعين المستفيدين من هذه الخدمات، وهم الهدف النهائي. *محاضر في كلية المعلمين بحفر الباطن