يعد حي الصبيخة بمحافظة الخبر من أقدم أحياء المحافظة على الإطلاق، ويقع في الشمال الجنوبي لمركز المدينة، وهو صغير نسبيا من حيث المساحة الإجمالية، ويحده شرقا شارع الأمير تركي بن عبد العزيز، وغربا شارع العزيزية، وشمالا شارع الظهران، ويكون شارع الثلاثين ما يحده من جهة الجنوب.وفي حي الصبيخة العديد من الإدارات الحكومية، مثل المكتبة العامة، الدفاع المدني، جوازات محافظة الخبر، وقيادة حرس الحدود، إضافة إلى إدارة بريد محافظة الخبر، وغيرها من الإدارات الحكومية.ويشهد الحي كثافة سكانية كبيرة جدا، وتعود تسميته إلى الصبيخة نسبة إلى أرضية الحي، التي كانت عبارة عن صبخة (سبخة) كبيرة، بسبب قربها من الشاطئ, ويسكن الحي الآن أغلبية من العمالة الآسيوية، حتى غدت نسبتهم تتجاوز السكان السعوديين. وتتوافر في الحي كافة الخدمات الأساسية مثل الكهرباء، الماء، الاتصالات، خدمات الصرف الصحي، إلى جانب توافر المدارس الابتدائية للبنين والبنات. (اليوم) تجولت في الحي، حيث التقت مع عدد من السكان، الذين اتفقوا على موضوع واحد محدد، وهو التركيبة السكانية للحي، والعبث الممارس من العمالة الآسيوية، التي تقطن الحي، جالبة معها موروثها الشعبي والثقافة واللغة والصحف والمجلات والمنتجات الغذائية والتجارية، ولعل كل ما يريده العامل الآسيوي في بلاده سيجده في سوق حي الصبيخة الشعبي، الذي يعج بالمهن الصناعية كالنجارين، والصباغين، والسباكين والحدادين، وبأسعار متدنية، تدفع بهم للسكن هنا. العمالة تحاصر العوائل وحول وجود العمالة الآسيوية في الحي قال عمار الدوسري: حاصرتنا العمالة الآسيوية داخل الحي، ولم تتم مراعاة خصوصية السكن المستقل للعزاب، بعيدا عن سكن العوائل، فهم يتجولون ليلا ونهارا بين المنازل، دون حسيب أو رقيب. ولقد حاولنا أن نتفاهم مع ملاك المنازل المؤجرة للعمالة، ولكن لم نجد أي تجاوب.. مضيفا: لن أستطيع أن أجسد لك مقدار المشقة التي أعانيها، ويعانيها الكثير من سكان حي الصبيخة، هذا الحي الذي ينشد الهدوء، الذي افتقدناه. ولعل المساكن الشعبية والقديمة نوعا ما، والتي عادة ما تكون أسعارها متدنية، حدت إلى إشغالها بالعمالة. دور العمدة يجد صالح الشيحاني مشقة كبيرة عند عودته للمنزل في نهاية عمله، حيث لا يجد موقفا لسيارته أمام بيته، حيث تتكدس سيارات شركات المقاولات أمامه.. ويقول: حذرت سائقي تلك السيارات، لكن دون جدوى.. ويتساءل الشيحاني: أين دور العمدة في مثل هذا التكدس السكاني من العمالة الآسيوية بهذا الحجم المخيف, ولا أبالغ إن قلت لك ان الكثير من هؤلاء العمالة هم من العمالة السائبة غير النظامية، حيث يوفر لهم بنو جلدتهم السكن والمأوى، وأيضا العمل. أفكر في بيع بيتي يفكر عبدالله علوان بجدية في بيع منزله، الذي ورثه عن أبيه.. ويقول: لا يهم أن أستأجر بيتا في مكان آخر (يكون لي فيه جيران، وآمن فيه على اسرتي عند مغادرتي للبيت لأي سبب كان).. مضيفاً: في جولة بسيطة سترى مشاهد ستعتقد بعدها كأنك تسير في أحد شوارع دلهي أو دكا، أو حتى كراتشي، ومن العبث تجاوز الطريق يومي الخميس والجمعة، حيث يتحول الحي في مثل هذه الأيام إلى كرنفال احتفالي، تتوافد عليه العمالة الآسيوية من كل حدب وصوب، ومن مختلف محافظات المنطقة الشرقية. الدوريات الأمنية مفقودة يقول مسفر القحطاني: كثير من المشاهد والوقائع التي تسجلها شرطة محافظة الخبر لحالات السكر وتصنيع الخمور وترويجها تكون في حي الصبيخة، إضافة إلى الحالة الصحية المتردية في الحي، حيث يتكدس أكثر من 12 شخصا في غرفة واحدة، لا تتجاوز مساحتها 4 في 4، ويكون في العمارة الواحدة أكثر من 12 شقة، أي 144 عاملا، واحسب العديد من المنازل والعمائر على مثل هذا الوضع بحي الصبيخة. ويتساءل القحطاني عن الدور المفقود للدوريات الأمنية.. ويقول: قيادة شرطة محافظة الخبر تقع في حي الصبيخة، ولكن لا نرى الدوريات الأمنية إلا وهي ذاهبة لمقرها، أو مغادرة له، فهذا الحي بحاجة إلى تكثيف تواجد الدوريات الأمنية فيه. غياب اللغة العربية ويرى غانم المالكي اليافطات المكتوبة باللغة العربية قد اختفت من الحي، حيث تم استبدالها وكتابتها بلغات أخرى، في ظل غياب تام لجهات الاختصاص، كما ان الأرصفة استغلت للبيع والشراء من قبل تلك العمالة، بل تجاوز الوضع غير الطبيعي هذا الأمر، عندما تشاهد أحدهم يقوم بعمل حلاقة جماعية على أحد الأرصفة, وآخر يعرض على الرصيف الآخر كتبا ومجلات وأشرطة فيديو واسطوانات لا يعلم إلا الله سبحانه وتعالى ما بها.. مضيفاً: الوضع يتطلب تحرك الجهات الحكومية المختلفة، لوضع حد لهذا العبث الذي يمارس من قبل فئة تعبث وتسيء إساءة بالغة لسكان هذا الحي. السعوديون أقلية ويرى عبدالوهاب الهليل ان الوضع أصبح لا يطاق، ويصعب السكوت عليه في اختلال التركيبة السكانية في هذا الحي.. ويقول: أنا لا أبالغ إن قلت ان السعوديين اصبحوا أقلية أمام العمالة الوافدة، التي تسكن الحي، والتي بدورها ستجعل السكان يهجرون الحي أمام التوافد غير الطبيعي، ويساهم في ذلك بعض الملاك والتجار، الذين يشترون بعض المنازل ويقسمونها إلى غرف أو شقق صغيرة، بحمامات ومطابخ مشتركة، واستثمارها عقاريا لتلك العمالة، التي لا تشترط رفاهية في سكنها. حي موحش وباستغراب يقول خميس راشد: شيء لا يصدق ان مثل هذا الحي يكون ضمن نطاق محافظة الخبر، هذه المحافظة الساحرة الجميلة بشواطئها ومجمعاتها التجارية والسياحية.. فهذا الحي أصبح كئيبا وموحشا، حيث يلاحظ ذلك كل من يزوره للمرة الأولى، كما يرى أشباحا تتنقل بين ردهات الحي ومبانيه.. مؤكدا ان الحي اصبح المكان المفضل للعمالة، خصوصا الآسيوية، وستجد إدارة الوافدين في جوازات المنطقة الشرقية كما هائلا من العمالة المخالفة لأنظمة الإقامة، فكثير من تلك العمالة هم من مخالفي النظام ومتخلفي الحج والعمرة، والهاربين من كفلائهم، حيث وجدوا في هذا الحي مكانا آمنا لهم. سماسرة يتحكمون ويقول سلطان سويلم: أتردد على هذا الحي بشكل مستمر، باحثا عن العمالة الرخيصة، للعمل لدي في أعمال الترميم الخاص، وهذا الحي معروف لكل من يبحث عن عمالة رخيصة.. مضيفاً: كم من المفاجآت سيجدها الزائر للحي، داخل أروقة تلك المنازل الآيلة للسقوط، حيث يكثر السماسرة، الذين يتحكمون في تلك العمالة, وسيجد أجسادا محشورة في غرفة واحدة، دون إثبات هوية، أو بطاقة، أو إقامة رسمية، وكثير من تلك العمالة تقوم بكافة أعمالها في الفتره المسائية، وفي سكون الليل، ويكون سباتهم نهارا، وكافة المقاولين الذين يعملون في البناء والترميم والمقاولات يدركون ذلك جيدا. مطالب سكان الحي وينقل غازي الحمد مطالب أهل الحي، ويقول: نحن نطالب البلدية بزيادة عدد المراقبين والموظفين، والتدقيق على أهمية النظافة ولوحات المحلات، ومنع العمالة من بيع مواد وأدوات غريبة، وممارسة الحلاقة على الأرصفة.. مضيفاً: على إدارة الجوازات أن تقوم بحملات مفاجئة، لتنظيف الحي من العمالة غير النظامية، التي تتلاعب وتمثل خطرا كبيرا على أمن واقتصاد الوطن. كما يؤكد الحمد على أهمية تواجد رجال الأمن الدائم، عبر السيارات الأمنية والراجلة، وباللباس المدني، لمراقبة ما يحدث في الحي من تجاوزات كبيرة.. ويتساءل الحمد: ألا يوجد قانون يمنع إسكان العزاب، وبالذات الأجانب في أحياء سكنية تقطنها عوائل؟ لوحة مطعم بكل اللغات إلا العربية شارع في الخبر أم في دكا؟