المخادع التي كان يأوي إليها كبار التجار في المنطقة الشرقية تحولت إلى سرر للتأجير اليومي بواقع 200 ريال للباحثين عن الراحة من العمالة الوافدة، يحدث ذلك في حي الخبر الجنوبية أو مايعرف باسم الصبيخة، وهو الحي الذي تحول إلى مقصد للوافدين بسبب كثافة العمالة فيه وسيطرتهم على مظاهر الحياة اليومية، إذ أن الشارع التجاري في الحي غلبت على لوحاته التجارية لغات عديدة من شرق وغرب آسيا، وتوزعت المحال المتخصصة في الأكلات والملبوسات القادمة من هناك. البحث عن مواطن عند الدخول إلى الحي عبثا ستحاول الالتقاء بمواطنين للحديث عن الحي فكل من ستلتقيه أو تشاهده في الطرقات والشوارع هم من العمالة الوافدة التي لا يعرف على وجه الدقة مدى نظامية إقامتها، مما حدا إلى أخذ انطباعاتهم عن الخدمات المقدمة في الحي، فقال لنا وافد وهو هندي الجنسية بأن الحي يعتبر مناسبا حاليا لسكن العديد من العمالة الوافدة لأسباب تعود في المقام الأول إلى رخص قيمة الإيجارات في الحي نظرا لقدم العديد من المباني فيه، إضافة إلى اشتراك العشرات في إيجار منزل يتقاسمونه بينهم حسبما يدفع كل شخص، مؤكدا بأن الحي يشهد ازدحاما كبيرا جدا. العثور على مواطن يسكن حي الصبيخة أثمر أخيرا بعد نحو ساعة ونصف من البحث وروى المواطن أبو أحمد عن معاناة الحي مع الوافدين الأجانب، وقال «كان الحي قبل 30 عاما من أفضل أحياء مدينة الخبر من حيث البناء والموقع تسكنه العديد من الأسر المعروفة وبعد مرور الوقت بدأت الأسر في مغادرة الحي لأحياء جديدة في الخبر، الدمام والظهران، وعمدوا إلى تأجير منازلهم في بداية الأمر على مواطنين ثم لم يدم ذلك فترة حتى تحول 95 في المائة من المستأجرين من مواطنين إلى عمالة وافدة، ليصبح المواطن غريبا في هذا الحي بل إن البعض يخشى الخروج في أوقات متأخرة من الليل خشية على نفسه أو أهل بيته من السرقات التي تحدث في الحي بين الحين والآخر». ويؤكد أبو أحمد أن العمالة الوافدة تسيطر بالكامل على النشاط التجاري في الحي، والمحال جميعها إما يعمل بها وافدون أو يملكونها من الباطن. وقال المواطن علي الأحمد بأن مشاكل الصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار هي أهم المشاكل التي تواجه سكان الحي حاليا إضافة إلى ملوحة المياه التي تصل عبر شبكة المياه وبعض المنازل الآيلة للسقوط بعد مضي أكثر من 40 عاما على بنائها، مؤكدا بأن آخر السرقات التي حدثت في الشارع التجاري كانت قبل عدة أيام وطالت بقالة تم كسر بابها وسرقة ثلاثة آلاف ريال وجهاز حاسب آلي منها. وحول الخدمات الأخرى ذكر المواطن الأحمد بأن الحي يوجد فيه مركز صحي ومدارس حكومية أصبحت تخدم سكان الأحياء الأخرى ولا يوجد إلا نسبة قليلة جدا من بين طلابها ممن يسكنون حي الصبيخة. من جهته، أوضح عمدة حي الصبيخة الوليد الحميان أن الحي يتميز بموقعه، «يقع على كورنيش الخبر ولو كان هناك استثمار لهذا الموقع من قبل ملاك المباني القديمة لكانت عوائد تلك الأراضي بملايين الريالات». وحول افتقار الحي للخدمات، قال الحميان «أهم مطالب أهل الحي حاليا هو توفير دوريات أمنية راجلة داخل الحي، إضافة إلى الدوريات السيارة كما أن الأهالي يطمحون إلى إنشاء متنزه أو حديقة». من جانبه، أكد ل «عكاظ» مسؤول في إدارة الدفاع المدني في المنطقة الشرقية أن الإشكالية الرئيسة التي كانت تواجه آليات الدفاع المدني في حي الصبيخة «تتمثل في ضيق بعض الطرقات داخل الحي، ولكن تم التغلب عليها من خلال تغيير صفات بعض آليات الدفاع المدني لتتناسب مع أزقة الحي». وحول مباني الحي القديمة المعرضة للسقوط قال المصدر «ساهم الدفاع المدني بالتعاون مع الجهات الحكومية الأخرى في إزالة عدد من المباني القديمة المهددة بالسقوط».