يعد حي الصبيخة من أقدم أحياء محافظة الخبر وسمي بهذا الاسم نسبة إلى أرضية الحي المشبعة بمياه البحر المالحة لقربها من الشاطئ، ويسكن الحي حاليا نسبة كبيرة من العمالة الآسيوية جلهم من (العزاب) خاصة بعد هجرة سكانه الأصليين إلى الأحياء الحديثة، لتبقى الأسر من ذوي الدخل المحدود في منازلها القديمة جنبا إلى جنب مع العمالة الوافدة وبينهم عدد من مجهولي الهوية. وأوضح ل «عكاظ الأسبوعية» المواطن عبدالله عاشور (70 عاما) أنه خضع لثلاث عمليات جراحية ويمتهن بيع الخضراوات والفاكهة على قارعة الطريق، ويضيف أسكن في هذا الحي منذ عدة سنوات واقتات من ريع هذه البسطة في الشارع، خاصة وأن إيجارات المحال التجارية دائما في الصعود وظروفي المادية لا تساعد على تحقيق حلمي بامتلاك محل خاص. وأردف عاشور «تعتمد أسرتي المكونة من سبعة أفراد على دخل هذه البسطة ومع ذلك تصادر البلدية بضاعتي وتكبدني خسائر كبيرة تتجاوز أحيانا دخلي من هذا النشاط على مدى أسبوع، فقد صادرت بضاعتي أكثر من 20 مرة». وزاد «مرافق الحي باتت متهالكة للغاية، فالشوارع على سبيل المثال مليئة بالحفريات والمطبات الصناعية، وأثناء الليل تتعالى أصوات العمالة الوافدة التابعة لمجموعة من الشركات التي تسكن الحي، بعد أن اختارت هذه الشركات الصبيخة مقرا لعمالها نظرا لرخص إيجارات مساكنها القديمة التي انتقل ملاكها إلى أحياء أكثر تطورا، فيما تنفذ الجهات الامنية حملات دهم بين فترة وأخرى لمنازل الحي ويتم القبض على عدد كبير من المخالفين»، وقال «التركيبة السكانية غير المتجانسة داخل الحي أفرزت مثل هذه الأعمال المخالفة لقيم المجتمع ومعتقداته». حي منسي من جهته، بين المواطن صالح خليفة الصوير، أنه يسكن حي الصبيخة منذ 40 عاما، ويضيف «التطور العمراني والخدمي الذي شمل كل أحياء المنطقة الشرقية أهمل أحياء الخبر الجنوبية، لذلك تجد الحفر تغطي شوارع وأزقة الحي المنسي والضيقة أصلا والتي تعيق مرور السيارات إلا بصعوبة شديدة»، وتابع «بدأ السكان الأصليون النزوح عن الحي قبل أكثر من 20 عاما إلى الأحياء أخرى وتأجير مساكنهم إلى العمالة الوافدة أو هجرها بالكامل، بعد أن كان السكان أسرة واحدة مترابطين بشكل كبير وكأنهم أخوة في الماضي القديم»، مرجعا ذلك إلى عدم اهتمام أمانة المنطقة بالأحياء القديمة ومنها حي الصبيخة وعدم وجود آلية واضحة لتطويرها وانتزاعها من الحالة المتردية التي تعيش فيها منذ عدة سنوات. وزاد «عمليات الدهم مستمرة في الحي آخرها ليلة أمس، ونطالب باستمرارها لتنظيف الحي من العمالة المخالفة والمجهولة التي تتكاثر داخل الحي بشكل مطرد وتتسبب في مشكلات ومخالفات عدة للمواطنين الذين أجبرتهم ظروفهم المادية البقاء في منازلهم القديمة بالرغم من الأوضاع السيئة للحي سواء فيما يتعلق من النواحي الأمنية أو الخدماتية»، مشيرا إلى أن عمليات القبض على المخالفين في هذا الحي اسفرت عن القبض على عدد كبير من المخالفين الذين يمارسون البيع في الشارع بطرق مخالفة لأنظمة البلدية، فضلا عن بيع مواد منتهية الصلاحية، علما بأن لوحات المحلات التجارية مكتوبة بلغات أجنبية لا يعرف معناها المواطن ابن هذا البلد، ولم تحرك البلدية ساكنا على حد قوله. تكدس النفايات بدوره أشار المواطن سامي العلي، إلى أن شوارع أحياء الخبر الجنوبية تفتقر للإنارة، فيما تتكدس أكوام النفايات بين المنازل لعدة ايام دون أن تتدخل الجهات المعنية بإزالتها، مضيفا بأن فصل الصيف يكاد يكون الفترة الأسوأ لسكان الحي بسبب كثرة الحشرات والذباب مع اختفاء وسائل رش المبيدات، مبينا أن الكثير من المشاهد والوقائع التي تسجلها شرطة محافظة الخبر لحالات السكر وتصنيع الخمور وترويجها تكون في حي الصبيخة، إضافة إلى الحالة الصحية المتردية في الحي، حيث يتكدس أكثر من 12 شخصا في غرفة واحدة بمساحة صغيرة ويكون في المبنى الواحدة أكثر من 12 شقة، أي 144 عاملا، واحسب العديد من المنازل والعمائر على مثل هذا الوضع بحي الصبيخة، وطالب بتكثيف تواجد الدوريات الأمنية في كافة أحياء الخبر وخصوصا الخبر الجنوبية. حلول سريعة وكشف المواطن محمد الحمد، عن انتشار عدد من البنايات والمستودعات الآيلة للسقوط وقد كتبت عليها بلدية الخبر تزال فورا ومع هذا ظلت محتفظة بموقعها على الرغم من تحديد مدة الإزالة، مطالبا بسرعة إيجاد حلول سريعة لتنظيف أحياء الخبر من المباني الآيلة للسقوط والحد من خطورتها على السكان، بالإضافة إلى سحب عشرات السيارات الخربة المتكدسة في شوارع الحي منذ سنوات وتشوه المنظر العام وتكون مصدر جذب لتراكم النفايات والحشرات الضارة. وأوضح الحمد أن العمالة المجهولة والهاربة من كفلائها وجدت في الصبيخة ملاذاَ آمنا بعيدا عن أعين الجهات الرقابية، كما أن سماسرة الخادمات ينشطون في الحي ويؤمنون المأوى والعمل للهاربات، في خرق واضح للأنظمة، وقال «على الجهات المعنية تكثيف الحملات لتعقب مثل هؤلاء المخالفين للحفاظ على حقوق المواطن الذي يتكبد مبالغ كبيرة لاستقدام عاملة منزلية سرعان ما تختفي في غمضة».