اذا كان فيلم "kill bill "الجزء الاول اشبه بلطمة قوية على الرأس فان kill bill الجزء الثاني اقرب الى العناق الحار. ولاريب في انه لا يزال هناك الكثير من العنف في الجزء الثاني المستوحى من نجاح الجزء الاول ومليء بالقتال الطويل المدمر الذي تحطم فيه اوما ثورمان ودرايل هانا قاطرة (وبعضهما بعضا) بفورة امازونية. والشيء الناقص الوحيد هو التهشيم الدموي الكرتوني الذي غرق فيه الفيلم الاول الذي عرض في الخريف الماضي. والجزء الثاني ينتهي بخاتمة سعيدة مفرحة للقلب عندما تعثر الشخصية التي تؤدي ثورمان دورها (القاتلة الساعية الى الانتقام) والمعروفة باسم (العروس) على السعادة بالطريقة التقليدية. هل اصبح الكاتب المخرج كوينتن تارانتينو يفقد بأسه؟ ابدا.. الجزء لا يقل اثارة ومغامرات عن الاول, ولكنه يقدم ايضا الكثير من الحوار الايقاعي المهذب الذي كان الماركة التجارية للكاتب المخرج في الكثير من افلامه. ويضفي ذلك على الفيلم رنة عاطفية لم تكن موجودة في الفيلم الاول, ويسلط الضوء على ضخامة مشروعه السينمائي ككل. ولعل المشاهد كان يود مشاهدة الجزءين معا في الصالة. ولقد صور روبرت ريتشاردسون " kill bill" بأساليب متفاوتة وبروعة تحبس الانفاس الى حد انه من غير الانصاف مشاهدة الفيلمين بجزءيه بقرص دي في دي. وقد قال تارانتينو انه وزع الجزء الثاني بعد عدة اشهر من الجزء الاول لان مشاهدة الفيلم دفعة واحدة كانت ستشكل حملا ثقيلا على حواس المتفرج. كنت احد النقاد العديدين الذين استنكروا قرار شركة ميراماكس لتقسيم الفيلم الى جزءين كحيلة تسويقية لجعل المشاهد يدفع ثمن تذكرة الحضور مرتين. ولكنني اتوق الآن الى مشاهدة الجزءين كفيلم واحد موحد. وقد كشفت الخاتمة المثيرة للجزء الاول ان الطفل الذي انتزع من (العروس) عندما كانت في غيبوبة لا يزال على قيد الحياة. وفي الجزء الثاني تنطلق لكي تنتقم من بقية رفاقها السابقين في (فرقة الافعى الفتاكة) الذين حاولوا قتلها ليلة زفافها. ورغم الطبيعة العوجاء للعلاقة بين بيل و(العروس) فان المشاهد التي يظهران فيها معا مؤثرة بشكل مدهش, وهما طافحان ايضا بالتوتر لاننا نعرف من عنوان الفيلم (اقتل بيل) ما تنوي ان تفعل به. ويقول للعروس في الدوبلاج: غضبك يضحكني.. هل تعتقدين انك ند لي؟ ولكن تصويب الكاميرا يبرز ايضا حدة ثورمان ومهارتها الرياضية. ويقول بعض النقاد ان شخصيتها لم تكن متبلورة في الجزء الاول. اما هنا وفيما يزرع منظرها الخوف في النفوس, تمكنت من ابراز جانب ضعيف في شخصيتها. وهذه تركيبة فتاكة فعلا. (كيل بيل 2) من توزيع ميراماكس ومصنف (R) لمحتواه العنيف ولغته واستعمال المخدرات فيه في مشهد قصير ويستغرق عرضه 136 دقيقة.