تتواصل في الأحساء فعاليات مهرجان "إجازتنا غير" الثقافي الترفيهي، وبلغ عدد الحضور في اليوم الثاني 3790 زائرا وزائرة حيث يقام المهرجان بمجمع الأحساء مول التجاري غرب مدينة الهفوف. وأشار مدير المهرجان محمد بوحميدة إلى أن المهرجان يستهدف اثراء اهالي الاحساء بالفنون التشكيلية والحرف الشعبية التي تفتقدها الكثير من المهرجانات في المجمعات التجارية، مؤكداً أن المهرجان يحتضن عددا من الشخصيات الفنية المشهورة في المملكة لدعم وتنشيط السياحة وتعزيز الحرف الشعبية، حيث يشارك من الفنانين بدر الفريخ, وعبدالحميد الطخيس, وفهد نصيف, وأحمد العنزي, وابراهيم اليامي والفنانة شعاع الدوسري, وتجاوز عدد ضيوف زوار أركان الفنانين إلى 650 زائرا. كما تعرف الكثير من زوار المهرجان على صناعة العصا "العكاز" التي تعد واحدة من الصناعات الشعبية في المملكة, وبدوره أوضح النحات فهد بن نصيف أن العصا تحتل أهمية بالغة لدى الانسان، وتعد من الصناعات المتعارف عليها في السابق, مبيناً طريقة صناعتها بالطرق اليدوية، حيث يتم اختيارها من الاشجار، ويتم تنظيفها وتقشيرها وادخالها في الصنفرة, ومن ثم يتم رسم خطة العمل عليها من حيث النحت اليدوي, ووضع العديد من طبقات الحماية, مؤكداً على طرق استخدامها في الحياة اليومية، حيث ان الكثير من الاشخاص لا يستطيعون الاستغناء عن العصا، رغم قلة انتشارها, مبيناً ارتفاع اسعارها، حيث تتراوح اسعارها بين 1500 ريال إلى 2000 على حسب النحت على العصا, مؤكداً أهمية استخدامها سواء للمشي او لأغراض طبية أو غير ذلك. فقد كانت العصا مع الحجارة، بمثابة الركائز الأساسية لدى الإنسان في عملية الدفاع عن نفسه، مشيراً الى تتابع أنماط تطور استخدامات وأدوار العصا في حياة المجتمعات، فيتجسد ذلك بأشكال متمايزة وظهور وجه آخر لشعبية العصا لدى الأفراد فيها. وشهدت استعمالات العصا تطورا مهما في أوجه استخدامها ووظائفها، حيث أصبحت أداة أساسية بالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصة. وتجسدت في استعمالات وأغراض تقليدية عديدة متنوعة، اشتهرت في الماضي ولا تزال مستمرة. وأبدى عدد من زوار المهرجان اعجابهم بحرفة العصا، وطالبوا بإقامة معارض متخصصة في حرفة العصا الشعبية, حيث أوضح الزائر محمد الجبر أن العصا أصبح استخدامها مقتصرا على تلبيتها غرضا محددا فقط، إذ إننا نراها في أيدي كثير من المسنين، وكأنها أصبحت قطعة من جسدهم التصقت بهم. كما جذب انظار الحضور "معرض الطباشير" الذي قدمته الفنانة شعاع الدوسري وساهم المعرض في تحليل شخصيات الحضور واكتشاف شخصياتهم المجهولة, حيث قدمت 40 حالة تحليلية لشخصية الاطفال من خلال رسوماتهم, مبينة أنه يعود تحليل الشخصية إلى التعرف على بعض المميزات والصفات التي تظهر على الإنسان من خلال توجهاته وردود أفعاله، بل ويمكن استخدام هذا الاختبار لتوقع ردود الأفعال وأسلوب وطريقة التفكير لكل فرد، مؤكدة على أن الاختبار سيقرب الشخص إلى نفسه أكثر، ويتلقى مزيداً من الضوء على ملامح شخصيته، والتي يحاول أن يخفيها عن نفسه، وتساعده في التعرف بشكل أكثر على مميزاته وايجابياته، فيقوم بمحاولة تنميتها والعمل على استغلالها الاستغلال الأمثل. وقدم النحات عبدالحميد الطخيس نماذج من مجسمات النحت, موضحاً لزوار المهرجان كيفية القيام بالنحت والادوات المستخدمة, قائلاً "النحت لا يأتي من خلال المشاهدة فقط وإنما عن طريق الملمس والحركة المجسمة أيضاً"، مبيناً أن أشكال النحت في الأعمال التي يقوم بها هي أقدر الوسائل لنقل الحس الفني العالي باللمس، إلى جانب استخدامه لبعض الخامات التي تنقل لدينا الإحساس بواقعية الشكل المنحوت، ومن هذه الخامات الرخام المصقول والخشب وغيرها. مؤكداً على أن النحت من الفنون القديمة جداً والتي تعد من أقل الحرف الشعبية وندرتها, والتي تعود إلى صعوبة صنعها, مشيراً الى أن الادوات المستخدمة للنحت المطرقة والصاروخ والمبرد والصنفرة, ويرجع استخدامه لهذه الحرفة من خلال مشاهدته الدائمة لوالده وهو يقوم بالنحت، وتعلم الحرفة منذ صغر سنة, كما حصل الطخيس على جائزة اقتناء على مستوى المملكة, والفائز بجائزة الشيخ عبدالله القصبي في جدة. وأوضحت "عيده راجح" التي تمارس حرفة الخوص التراثية أن المهرجان لقي إقبالا كبيراً من الفتيات والسيدات لتعلم هذه الحرفة وممارستها، مؤكدة على قلة السيدات اللاتي يمارسن هذه المهنة, والتي أصبحت محلات الاواني تنافس الصناعات اليدوية بسعف النخيل, ولكن بالرغم من ذلك مازال هناك اقبال عليها, موضحة ضرورة استمرار هذه الحرفة والتي تعد من أشهر الحرف الاحسائية الشعبية وتتصل بزمن اجدادنا, قائلة "تعلمت هذه الحرفة من والدتي والان أقوم بتعليمها إخوتي، ومن الضروري تعليم زوار المهرجان هذه الحرفة للمحافظة عليها من الانقراض". مشيرة إلى أن الخوص عبارة عن أوراق سعف النخيل تجمع وتصنع باليد بطريقة "تجديلة عريضة" تضيق أو تتسع باختلاف الإنتاج، وتتشابك أوراق الخوص مع بعضها في التجديلة بعد أن تتحول إلى اللون الأبيض نتيجة تعرضها للشمس, كما أن صناعة الخوص لها مسميات كثيرة منها "السعفيات"، "صناعة النخيل" لارتباطها بالنخيل، والاسم العربي لها قديما هو "الخواصة". مضيفة أن الخوص يصنع منه السلال والحصير والمكانس والمصافي، كما أن "الجريد" يصنع منه الأسرة, والأقفاص والكراسي, مبينة أن حرفة الخوص تعود عليها بمردود مادي وأصبحت مهنة تلازمها وتكسب من خلالها الرزق. يشُار إلى أن المهرجان ينعقد برعاية طبية من مستشفى الموسى العام, والتي تتاح الفرصة لزوار المهرجان بقياس النظر وهشاشة العظام وقياس الضغط والسكر, حيث تم فحص نظر 137 حالة, وقياس السكر 110 حالات, وفحص هشاشة العظام 35 شخصا. كما اشتمل المهرجان على عروض تراثية متنوعة وتقديم عدد كبير من الدورات التدريبية القصيرة لزواره، تشمل مجالات تعليم الرسم، الإسعافات الأولية، الإثراء الثقافي، وكذلك تقديم مسابقات ثقافية ومجتمعية على مستوى الأحساء، بالإضافة إلى سحوبات على جوائز قيمة. ويحتفي المهرجان خلال أيام انعقاده بتخصيص أيام خاصة تتضمن يوما للمسنين، يوم اليتيم، يوم ذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة لعروض تمثيلية ليوم العرس التراثي وصباحية العروس. وأشارت منسقة القسم النسائي للأسر المنتجة نفلة العتيبي الى أن المهرجان يحتضن منتجات الاسر المنتجة, ويساهم في التسويق لمعروضاتهم من خلال دعمهم في المهرجان, موضحة أن عدد زوار اركان الحرف اليدوية من الاسر المنتجة 320 زائرا.