يعاني مركز الرعاية الصحية الأولية في حي النسيم في مدينة الرياض ازدحام المراجعين والفوضى في ترتيب الأرقام. مما يثير سخط المراجعين، الذين أبدوا عدم رضاهم عما يقدم في هذا المركز من خدمة علاجية، فالأهالي الذين يصل عددهم إلى 30 ألف مواطن، يشتكون من عدم توافر الكوادر الطبية، وكذلك بعض التجهيزات وتهالك المبنى، بالإضافة إلى خدمات أخرى.. (اليوم) التقت ببعض المراجعين، لرصد ملاحظاتهم عن المركز. لا يوجد مخدر يؤكد عبدالله السبيعي تهالك المبنى.. ويرى ان الخدمات التي تقدم فيه غير جيدة.. ويقول: لا يوجد تنظيم للأرقام، كما لا يوجد طبيب أسنان للرجال، كما توجد طبيبة أسنان واحدة فقط, ولكن تنقصها بعض المعدات، حيث تقول دائما عبارة (لا يوجد بنج), فخلال شهرين كاملين لم تكن هناك طبيبة أسنان، فلم يتعالج معظم المرضى، والسبب إعلان مكتوب عليه، (لا يوجد مخدر). ويتساءل السبيعي: هل يعقل ان تعجز وزارة الصحة عن توفير المخدر لمدة شهرين؟ أم كان ذلك تصريفا للمريض, كما ان أكثر المراجعات يبدين استياءهن من تعامل الطبيبة. مسكنات بدون كشف يراجع متعب حمدي الحديدي المركز منذ سنة تقريبا، حيث يعاني التهابا في الغدد الليمفاوية، ويصرف له المركز (حبوبا) فقط.. ويقول: طالبت المركز منذ فترة بتحويلي إلى مستشفى الملك خالد الجامعي، ولكنهم قالوا: الأمر لا يسمح بذلك. وعند مراجعتي المستشفى الجامعي، قالوا: أنت مواطن، ومن حقك أن تحصل على تحويل. وأضاف الحديدي: لا توجد في المركز عناية بالمرضى، ويصرف الأطباء العلاج دون الكشف على المريض، ويكتفون بسؤال المريض عما يشعر به. لوحة المركز للبيع ويوضح هيال العنزي ان المبنى متهالك، ولا توجد عليه أي لافتة، أو لوحة إرشادية تدل على انه مركز صحي, رغم وجود لوحة على واجهة المركز لمكتب عقاري مكتوب عليه (للبيع)، كذلك لا توجد قي المركز عيادة أسنان للرجال منذ سنوات عديدة. غرفة الملفات للتدخين وأكد العنزي ان هناك موظفين في قسم الملفات يدخنون أثناء الدوام الرسمي، وفي داخل غرفة الملفات، حيث تنبعث من الغرفة رائحة كريهة، وتصبح الملفات مليئة بالروائح الكريهة. وأوضح ان أمام المركز الصحي سوقا للنساء، مما يعيق حركة السير أمام المركز، والوضع للمركز غير جيد. طبيب أسنان ويستعرض هايل سالم العنزي عددا من الملاحظات على المركز، منها عدم وجود طبيب أسنان للرجال منذ حوالي 15عاما، مع العلم بان عدد سكان حي النسيم الشرقي يتجاوز 30 ألف مواطن.. ويتساءل العنزي: هل هذا عجز من وزارة الصحة في توفير طبيب واحد لهذا المركز، بينما نعرف أن بعض المستشفيات فيها أعداد وافرة من الأطباء؟ وما ذنب سكان هذا الحي لكي يحرموا من طبيب أسنان، علما بان الظروف المادية لأغلبية سكان هذا الحي لا تساعدهم على مراجعة المستوصفات الأهلية. مريض واحد فقط ويستفسر العنزي: لماذا طبيبة قسم أسنان النساء لا تتواجد غالبا؟ فعند مراجعة المريضة مع أحد أطفالها المرضى تحضر قبل الدوام بأكثر من ساعة من أجل الوقوف في طابور الصف للأرقام وتتفاجأ بأنه ممنوع إعطاء أكثر من ورقة علاج للعائلة الواحدة.. فما ذنب المريض الآخر الذي يعاني الآلام, وهل هذا منطق أن يحضر المريض ويقف في الطابور, ثم لا يعالج. ويشير العنزي إلى الزحام الشديد غير المنظم عند النساء، والمشاكل التي تحدث نتيجة سوء التنظيم. المركز فاشل ويقول سالم العنزي: بعض الأطباء في المركز لا يعطي المريض أي اعتبار، أو اهتمام، وقد حدث في أحد الأيام ان الطبيب كتب الوصفة قبل أن أصف حالتي المرضية له، وبدون ان يقوم بالكشف والفحص، كما ان بعض الأطباء قال: هذا المركز فاشل، حيث لا يوجد اهتمام من إدارة المركز، ولا غيره. عامل لكل شيء ويضيف العنزي: أحد العمالة الأجنبية في البداية كان يعمل في قسم (السجلات)، ثم تحول إلى غرفة الضماد ليعالج المرضى, والأدهى من ذلك وجدته في الصيدلية، فقلت: ماذا تفعل هنا؟ قال العامل (صديق ما في صيدلي أنا يصرف علاج)، ثم أجده بعد ذلك في المختبر يسحب عينات، ثم يفحصها.. المعروف ان لكل عامل أو موظف تخصصا معينا، فكيف بهذا الشخص يعمل في جميع التخصصات، رغم بداية عمله في السجلات. زيارات مفاجئة ويتمنى العنزي وبقية أهالي الحي من المديرية العامة للشؤون الصحية في منطقة الرياض القيام بزيارة مفاجئة لهذا المراكز، خاصة في الفترة المسائية للوقوف على الحقيقة المؤلمة لواقع المراكز الصحية، ومستوى الخدمات الصحية، كما يرجون توفير قسم أشعة وطبيب أسنان للرجال، حيث إن حي النسيم الشرقي أكثر كثافة سكانية بين الأحياء الشرقية.