الأخت الفاضلة لمياء هناك أسئلة كثيرة كنا نود أن نطرحها أو تمنينا أن تتطرقي إليها في رسالتك ومنها ظروف زوجك النفسية وهل هو يمر بأزمة ما في العمل أو في علاقته معك أو غيرها فمن خلال رسالتك نلمح لثغرات منها التقابل بين هذه الدرجة العلمية (فوق الجامعي) وبين هذا التفكير المسطح (دعوته لتشبهك بمقدمات البرامج في الفضائيات) وكذلك الدافع النفسي لذلك. إن لجوء رجل متعلم ناضج يعاشر زوجة جميلة متعلمة إلى هذا الفعل يؤكد أن ثمة أمرا أو أزمة يعيشها هذا الزوج تتطلب تدخل التحليل النفسي، ولجوءك أنت لتلبية طلباته دون اقتناع يتطلب وقفة أيضا. هل نستطيع أن نرجع هذه الأفعال والتصرفات إلى ما يمكن تسميته المراهقة الممتدة إلى ما بعد سن النضج فالمراهقون والمراهقات يتصورون شريك الأحلام قياسا إلى النجوم والمشاهير من ممثلين ومغنيين ومقدمي برامج، وإن رأينا أن زوجك تخطى هذه المرحلة جسديا وإن كان يعيشها عقليا ؟ ثانيا أن لدينا هنا سؤالا هو ما الذي يلفت نظر زوجك إلى هؤلاء النسوة : هل هو الجمال أم الدلع أم الحركات المثيرة أم ماذا ؟ هناك شائعة منتشرة تقول إن الرجل يبحث دائما عن المرأة الجميلة وهذا غير صحيح فالجمال ليس المقياس الأساسي لدى الرجال خاصة عندما يفتشون عن زوجة. وهذا تفسير أحادي إذ لا ننكر دور عنصر الجذب في التقريب بين الشريكين ولكن هذا العنصر يرتبط بمجموعة عوامل وما الجمال إلا واحد منها، إذا ما الذي يلفت نظر زوجك هنا ؟ هل سألته هذا السؤال وماذا كانت إجابته ؟. إن هناك في علم النفس مجموعة من العقد النفسية تحدد رغبة الرجل في المرأة الجميلة غالبا منها عقدة (الرجل اللعوب) وهي عقدة تعكس عدم اكتمال نضج الرجل ومنها أن المرأة الجميلة أكثر جذبا ولفتا للأنظار وعليه فإن الحصول عليها يمثل انتصاراً والاستحالة تمثل نقصا يتطلب التعويض مما تحت يده وهو أنت الزوجة. سيدتي: هناك مثل فرنسي يقول( لا توجد امرأة غير جميلة ولكن هناك امرأة لا تعرف كيف تجعل نفسها جميلة) بمعنى أن تلك النسوة يفعلن ذلك أي يسعين عبر الشاشة إلى إبراز أنوثتهن على طريقتهن الخاصة , وعليك أنت ان تبرزي أنوثتك على طريقتك الخاصة دون تقليد وان طلب هو ذلك فلكل أسلوب من أساليب إبراز الجمال هواته من الرجال وعندما يكون الأسلوب مرتبطا بالمفاتن الجسدية فان لكل رجل نقاطه الجسدية الجاذبة في المرأة. اشغليه يا أخت لمياء هناك طرق كثيرة لشغل زوجك وابعاده عن هذه الفضائيات ربما بالعلاقات الأسرية الاجتماعية مع اهلك واهله او الخروج الى مكان للترفيه أو رحلة ما او الحديث عن الأطفال او محاولة مشاهدة البرامج والافلام المسلية والهادفة والحوار حولها, او أي طريقة أخرى ترينها مناسبة .. لماذا لا تحاولي وهل حاولت مرة أن تلفتي نظره الى اناقة مذيع او ممثل وشاهدت ردة فعله وقارنتها بردة فعلك تجاه ما يطلبه منك؟ الامر يحتاج الى محاولة فحاولي إننا في هذا الرد حاولنا أن نقدم ببساطة بعض الرؤى دون القاء اللوم أو المساءلة وان كنا نعتقد ان الأمر بالصورة التي طرحت في رسالتك يشير الى أن هناك خللا نفسيا يتطلب تدخل الطب النفسي أما البكاء والألم والاستسلام فلن تؤدي الى ما ترضينه. وبقى جانب هام واخير وهو ان الزوجة المتفانية في خدمة ورعاية بيتها واولادها أمر هام وملح ولكن يكتمل هذا الصلاح بالاهتمام بالجوانب الأخرى الجسدية والنفسية كأنوثة المرأة وابراز جمالها الذي تحدثنا عنه ومحاولة لفت نظر زوجها الى أن من تعاشره في هذا المكان أنثى لا تقل أنوثة عن الأخريات اللائي تبرزهن الأضواء والمكياج. بقي سؤال هو: لماذا لا يدفعك زوجك إلى تقليد الرزينات من نساء الفضائيات؟ هل يمكن أن يجيب عن هذا السؤال .. إننا في النهاية نتمنى ان تثقي بنفسك فهذا أمر هام. د. ناصح