الدكتور ناصح الرشيد السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة........ لا اعرف كيف ابدأ ولكني سأحاول قدر الاستطاعة التعبير عن مشكلتي دون خجل فهي كما اعتقد مشكلة الكثيرات من ابناء جنسي. انا سيدة متزوجة منذ سنة واحدة فقط، كان الحوار بين زوجي وبيني اثناء الخطوبة وخلال الشهور الستة الاولى رائعا يستمع إلي واستمع اليه، لم نكن نتوقف عن الكلام ونحن معا.. حتى ونحن نأكل، وكانت تعليقاتنا المشتركة ونحن نقرأ الصحف ونشاهد التلفاز جدية وفكاهية. مستوانا العلمي متقارب ووعينا متقارب وكان الحب هو القاسم المشترك، ليس لدينا مشاكل جوهرية نشارك في صنعها ولكن المشاكل كانت ثانوية وبسيطة يشارك في صنعها الآخرون من خارج حياتنا الزوجية مثل الاقارب او ضغط العمل او الرؤساء في العمل او خلافه.. كنا نتجاوزها سريعا ونتشاور فيها ثم ننساها صباح اليوم التالي. سيدي منذ شهر أو اكثر قليلا بدأت ألحظ على الزوج محاولة الانفراد بنفسه، وايضا عدم الحماس في الكلام معي، ثم قلة الكلام، وبدأت هذه الحالة تسوء لتلقى بظلالها علي فبدأت انا الاخرى احاول ان افعل مثله.. حتى ابين له انني ايضا لدي القدرة على الصمت ولكن لا اكذب عليك كان داخلي يغلي، والافكار تأتي وتذهب كالطوفان والاسئلة المريبة تأخذني في كل اتجاه: هل يعرف امرأة اخرى؟ هل هو مريض نفسيا؟ هل به مشاكل قوية لا اعرفها؟ هل هو متورط في امور خارج القانون والشريعة؟.. هل.. هل..؟ قتلتني كل هذه الظنون ولانني ادرك انني وزوجي اصحاء نفسيا فلم افكر في مسألة الطب النفسي تلك.. وعندما قرأت في اليوم عن د. ناصح الرشيد فكرت بالكتابة اليك لتدلني ماذا افعل وما الطريقة؟. وهل هذا الامر يحدث لكل الازواج ام انها ظاهرة تخص زواجنا؟ آمل في رأيك.. واتمنى ان يقنعني.. وفقك الله أمل....... فهم خاطئ سيدتي يحضرني هنا قول خبير نفسي في هذه المسألة اذ يقول: (تميل النساء الى الوقوع في حالات الضغط العصبي بالتلوين العاطفي لحياتهن، وليست المشاكل الجسدية بل مشاكل العلاقات الفردية والتواصلية). فالتواصل هنا امر تعتبره المرأة مهما وفاعلا في تشكيل عاطفتها والدراسات يا سيدتي تبرهن (ليس هنا ولكن في كل مكان في العالم) انه بعد انتهاء الفترة الرومانسية يميل الرجل الى التقليل من الكلام حميميا. هل تعرفين لماذا؟ لانه يعتبر ان زوجته اصبحت جزءا منه وان تبادل المخاطبة الكلامية لم يعد ضروريا. ولان الكلام وسيلة هامة من وسائل الاتصال بالنسبة للمرأة فانها تفسر وهي مخطئة في ذلك (كما تقول الدراسات) تفسر هذا الصمت على انه نيل من اهميتها عند زوجها. وقد برهنت التجارب العديدة في علم العصاب النفسي ان مركز الكلام عن المرأة اكثر نموا وافضل توزيعا في مخها عن الرجل. وهناك قياسات اخرى تؤكد تفوق آخر في هذا الجانب. اذن وكما تقول السيدة ايفون دالير صاحبة نصائح (لكي يعيش الحب طويلا) ونحن بالطبع نتفق معها: اذا شريكك يتكلم اقل.. وذلك ليس لانه لم يعد يحبك او انه يسكت عمدا او عن سوء نية بل لانه من ناحية علم الاعصاب معوق بالنسبة لك.. وقد بقيت حياة الرجل طيلة ملايين السنين رهينة مهارته في الصيد والقنص، وفي الصيد يجب التزام السكوت التام. نحن ندرك ان الحاجة للتواصل الكلامي حاجة انثوية وبشرية ولا يظهر الرجال ما يفكرون او ما يشعرون به بصوت عال مثلك. فيجب فهم ذلك. بقيت بعض النصائح والامور الصغيرة التي يمكن النظر اليها في زاوية من تجارب ابلة حكيمة في هذه الصفحة وايضا اذا اردت ان يكلمك شريكك اكثر، اطرحي عليه الاسئلة الدقيقة ولا تقاطعيه، على الخصوص عندما يحاول التعبير ولا تدفعيه للحديث بان تقولي له: حدثني.. فانت تعلمين الجواب ولا تظهرين نكدك من هذا الامر وحاولي اتباع بعض الامور ومحاولة اطلاق ما يسمى ببالونات الكلام الصغيرة لاختبار مدى حالته النفسية ومناسبة الوقت للكلام. وندعو لكما بالسعادة والتوفيق،،، ......ناصح