عند الساعة الثامنة من مساء أمس، تعرضت منطقة المزة التي تضم العديد من السفارات الأجنبية غربي دمشق لاشتباكات مسلحة وعمليات تفجير لا سابق لها في العاصمة السورية، ما يفند عمليا المزاعم الأمريكية ضد سوريا بأنها تساند الارهاب، في الوقت الذي تقع فيه ضحية له.وأعلنت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن مجموعة ارهابية قامت مساء أمس باطلاق النار بشكل عشوائي في منطقة المزة وأن قوى الامن تصدت لها وتمكنت من السيطرة على الموقف. وأفادت التقارير الواردة من دمشق أن انفجارات دوت في المزة، أحدها في مركز تجاري حديث تقع بالقرب منه بعض السفارات. وأكد مراسل فرانس برس أن النيران اشتعلت في مبنى يضم مكاتب بعثة الاممالمتحدة في المنطقة التي تضم سفارات من بينها الأمريكية والبريطانية والكندية والايرانية وأن مجموعة مؤلفة من سبعة رجال مسلحين ملثمين هاجموا المبنى بقاذفات صواريخ من طراز "آر بي جي". وصرح ناطق الخارجية البريطانية في لندن، أن انفجارا واطلاق نار وقعا قرب مسكني السفيرين الايراني والبريطاني. وقال: إن الانفجار أقرب الى منزل السفير الايراني. وأكد لم تقع إصابات بين موظفي السفارة البريطانية، لكن موظفينا يقومون بتقييم الموقف. كما أعلنت الخارجية الأمريكية في واشنطن أن دبلوماسيين امريكيين في العاصمة السورية قالوا إنهم سمعوا دوي انفجارين قويين ليسا بالقرب من السفارة الأمريكية التي كانت مغلقة وقت وقوع الانفجارات وان الدبلوماسيين يحاولون الحصول على مزيد من المعلومات من السلطات السورية. وافاد مراسلون وسكان أن قوات الشرطة أغلقت المنطقة وانهم سمعوا دوي صفارات الانذار بعد ذلك بنصف ساعة، كما سمعوا اصوات اطلاق نيران أسلحة رشاشة في المنطقة بعد ساعة من الانفجارات وتوقف اطلاق النار عند حوالي الساعة التاسعة، أي بعد ساعة من الانفجارات، و تم اخلاء حرم جامعة تقع في المكان. وألغت "سانا" خبرا أوردته قبل نصف ساعة من إلغائه، أفاد بمصرع ثلاثة مسلحين وإصابة رابع أمام السفارة الكندية واحتراق مبنى الأممالمتحدة. دون أن تقدم الوكالة السورية للأنباء تفسيرا لهذا الالغاء. وقالت الوكالة في خبرها قبل أن تلغيه. إن مجموعة من اربعة اشخاص ترجلوا من سيارة امام مبنى السفارة الكندية في منطقة اوتوستراد المزة وبدأوا باطلاق النار على المارة بشكل عشوائي، وعند مرور سيارة شرطة اطلق المسلحون النار عليها. وأضافت أن قوى أمن توافدت الى المنطقة وتبادلت اطلاق النار مع المجموعة المسلحة التي استخدمت الأسلحة الرشاشة والبنادق الآلية والقنابل اليدوية وقذائف ار بي جي. وتابعت ان قوى الامن اطلقت النار على المسلحين عند محاولتهم الفرار مما أدى الى مقتل ثلاثة منهم وإصابة الرابع بعد ارتطام السيارة بالرصيف على بعد حوالي 300 متر من الموقع الاول. واكدت ان قوات الامن اعتقلت الجريح الرابع. وأعلنت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني أجرى اتصالا هاتفيا مساء امس بأخيه فخامة الرئيس السوري بشار الأسد استنكر فيه الحادث الإرهابي في دمشق سائلا المولى سبحانه وتعالى أن يديم على سوريا أمنها واستقرارها، كما جرى خلال الاتصال بحث تطورات الأحداث في المنطقة. وعبر فخامة الرئيس بشار الأسد عن شكره لسمو ولي العهد على ما أبداه من مشاعر أخوية صادقة تجاه سوريا وشعبها. كما أعلنت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية أن الرئيس حسني مبارك أجرى اتصالا هاتفيا بالأسد للاطمئنان على الوضع وأنهما استعرضا موضوعات تتعلق بالقمة العربية المقرر عقدها في تونس في النصف الثاني من مايو.