استغلت توجه مشغلتها لحضور حفل زفاف إحدى قريباتها، واقتحمت غرفتها الخاصة وفتشت بين ملابسها لتعثر على مجوهرات وأحجار كريمة، ودون تردد سرقتها وعملت على بيعها إلى أحد تجار الذهب، وعندما عادت المرأة من حفل الزفاف وجدت حليها وخادمتها قد اختفيا، وأمام عدم توافرها على معلومات كافية عن خادمتها فقد وجد رجال الشرطة صعوبة في القبض عليها. كانت علامات التوتر والقلق بادية على "عائشة" وهي تطرق باب مكتب الشرطة بمفوضية الأمن، الذي أخبرته بأن مجوهراتها، التي قدرت قيمتها الأولية بحوالي 260 ألف درهم، قد سرقتها خادمتها التي لم تعثر لها على أثر، استفسر ضابط الشرطة عن هوية الخادمة غير أن المرأة وجدت نفسها عاجزة عن الإدلاء بأية بيانات، فهي لا تعرف سوى اسم خادمتها "صفية" وانحدارها من ماليزيا في حين تجهل كل ما تبقى من المعلومات عنها. فتح تحقيق أمام قلة المعلومات وجد المفتش نفسه عاجزا عن القيام بأي شيء واكتفى بتدوين تصريح المرأة واعدا إياها بفتح تحقيق.. طوال مدة خمسة ايام لم تتوقف المرأة عن التفتيش بين اغراضها أملا في العثور على بعض من الخواتم الذهبية المرصعة بالماس والأحجار الكريمة، غير ان المفاجأة ستكون اكبر عندما اكتشفت ان مجموعة من ملابسها الخاصة قد اختفت، لترتفع قيمة ما سرق الى 300 ألف درهم. كانت الساعة تشير الى حوالي منتصف النهار، حينما اخبرت عائشة خادمتها صفية بأنها متوجهة الى مدينة العين من أجل حضور حفل زفاف ستقيمه إحدى قريباتها، واصلت صفية أشغال البيت كما أعدت وجبة الغداء لأبناء مالكة البيت، وبينما كانت تستمع الى الموسيقا بإحدى غرف الفيلا دق جرس الباب، وكان في الجهة الاخرى شقيقتا مشغلة صفية اللتان جاءتا لزيارتها،وبعد ان أخبرتهما هذه الأخيرة بأن مشغلتها ذهبت لحضور حفل زفاف إحدى قريباتها اتصلتا بها وأكدتا لها بأنهما ستلحقان بها. غادرت المرأتان المنزل وبقيت الخادمة برفقة زوج مشغلتها الذي كان عديم الحركة بسبب المرض، وفي لحظة خطر ببالها ان تصعد الى شقة مشغلتها، ومن دون تردد توجهت إلى الغرفة ليثير انتباهها تواجد مجموعة من الحلي والمجوهرات، تصفحت الخادمة المجوهرات وعملت على وضع بعض منها في اصبعها وعنقها قبل ان تضعها في حقيبة، بالاضافة الى مجموعة من الاغراض الاخرى وغادرت البيت. وقفت صفية امام باب الفيلا لبضع دقائق قبل ان تركب سيارة اجرة لتتوجه إلى ابوظبي ومن هناك توجهت عبر سيارة اخرى الى مدينة دبي، وبعدها استقلت حافلة في اتجاه مدينة الشارقة التي مكثت بها يوما واحدا، وفي اليوم التالي توجهت صفية الى مسقط رأسها حيث حلت ضيفة على احدى قريباتها التي طلبت منها ان تحتفظ لها بسلسلة يدوية من الذهب وخاتم ذهبي مرصع بحجيرات صغيرة الى حين عودتها من منزل عائلتها مخبرة إياها بأن ثمة حزازات بينها وبين اشقائها دون ان تخبرها بواقعة السرقة، لتتوجه بعدها الى منزل والديها حيث تمكنت من الاحتفاظ بعقد من الجوهر الابيض بين حاجياتها هناك. عقود شراء ثم توجهت صفية نحو أحد محلات بيع الذهب، وهناك أخبرت أحداً بأن لديها أنواعاً عديدة من الذهب ترغب في بيعها، طلب منها البائع إطلاعه عليها، وكانت دهشته كبيرة عندما علم ان الفتاة تمتلك كل هذه المجوهرات الثمينة، تملك التاجر وابنه الطمع وأعربا عن رغبتهما في شراء كل تلك المجوهرات، وبعد أخذٍ وردٍ اتفقا على شرائها ب 18 ألف درهم تسلمتها الفتاة دون ان يطالبها التاجر او ابنه بعقود شراء المجوهرات. بعد ان تخلصت الفتاة من المجوهرات توجهت وفي يدها المسروقات الاخرى المتمثلة في الملابس الشخصية والحقائب للتوجه الى بلدها حيث استأجرت هناك غرفة بأحد الأحياء وأودعت بها المسروقات، وبعد ان اخذت قسطا من الراحة بدأت في البحث عن شخص يلقب بالفقيه كانت على معرفة مسبقة به لاشتهاره بالمساعدة على الهجرة الى اسبانيا، وبعد بحث طويل التقت به صدفة بأحد المقاهي حيث أكدت له انها ترغب في الهجرة الى اسبانيا، لم يبد الرجل اية معارضة واتفق معها على تسليمه مبلغ 17 ألف درهم سلمته إياها نقدا وبعدها طلب منها الانتظار الى حين تحديد موعد الرحلة المتجهة الى اسبانيا. عاشت "عائشة" حالة اضطراب كبيرة جراء اختفاء خادمتها التي لم يعثر لها على اثر بعد مرور اربعة ايام على تقديمها شكوى ضدها، وبينما كانت شاردة بخيالها، تذكرت ان لديها صورة للمتهمة التي كان تم تسجيلها عبر كاميرا في حفل زفاف احدى قريباتها، فتشت المرأة بين الشرائط الى ان عثرت عليها حيث اشعلت الجهاز وتأكدت من انها مسجلة بوضوح. مرحلة جديدة وعلى وجه السرعة توجهت المرأة الى مركز الشرطة لإبلاغ المفتشين بالمعلومة الجديدة التي قد تفيدهم من دون شك في التحقيق، وبالفعل ابتدأت، منذ البلاغ الثاني، مرحلة جديدة من التحقيق قسمت الى جزأين، أحدهما تعلق بالمرحلة التقنية وتكلف بهذه المهمة عناصر من التشخيص القضائي الذين عملوا على تحصيل الصورة الاصلية الكاملة للمعنية بالأمر انطلاقا من شريط الفيديو وقاموا بتحميضها الى ان أصبحت واضحة المعالم، وبعدها عمدوا الى التنسيق مع شرطة دبي وضواحيها وبعض المدن القريبة بهدف تحديد هويتها، وبالفعل توصلت الشرطة الى هوية المتهمة ليتبين انها مطلوبة في قضية سرقة. وبعد الحصول على هويتها كاملة تم تحرير دورية محلية للبحث عنها، وقد ساعد ذلك في إلقاء القبض على المتهمة. لم تخف صفية المنحدرة من أسرة متوسطة ومكونة من عدة افراد، التهمة الموجهة اليها، كما أكدت انها انقطعت عن الدراسة في سن مبكرة وبقيت بمنزل والديها الى ان بلغت سن الرشد حيث نشبت بينها وبين اخيها خلافات عميقة اضطرتها الى مغادرة البيت والتوجه الى مسكن عمتها،وبعد ان مكثت هناك اربع سنوات فرت من المنزل بعد ان اتهمتها عمتها بالسرقة، ومنذ ذلك التاريخ وهي تتأرجح بين مجموعة من المدن الى ان التقت بابن مشغلتها الاخيرة الذي اقترح عليها العمل بمنزل والديه، حيث مكثت هناك بضعة اشهر قبل ان تقوم بسرقة المجوهرات. الخادمة