رحبت ليبيا بتحرك امريكي لتخفيف الحظر التجاري الذي تفرضه على طرابلس وقالت ان مصرفيين من البلدين يبحثون سبل تسييل اصول ليبية مجمدة في الولاياتالمتحدة. وقالت واشنطن يوم الجمعة انها ستسمح للشركات الامريكية بشراء النفط الليبي والاستثمار في قطاع الطاقة في ليبيا تقديرا لقرار طرابلس التخلى عن برامج تطوير اسلحة الدمار الشامل. لكن بعض القيود ظلت قائمة وما زالت الاصول الليبية مجمدة. ويقول المسؤولون الليبيون ان اصولا قيمتها نحو مليار دولار مجمدة في الولاياتالمتحدة منها حصص ملكية في بنوك. وقال محمد عبد الرحمن شلقم وزير الخارجية الليبي على هامش مؤتمر في طرابلس ان بلاده ترحب بالقرار الامريكي الذي يأتي في اطار تطور العلاقات بين ليبيا والولاياتالمتحدة. واضاف ان مصرفيين ليبيين وامريكيين يبحثون آلية لتسييل هذه الاصول مشيرا الى ان بعض العقوبات مثل حظر تصدير سلع امريكية يمكن استخدامها في اغراض عسكرية ما زالت مفروضة لاسباب فنية وليست سياسية. ورغم ان الاصول ما زالت مجمدة قال مسؤول مصرفي ليبي انه لن يكون هناك اي تجميد آخر كالذي كان يحدث قبلا اذا تم على سبيل المثال تمرير اي صفقة ليبية بالدولار عن طريق نيويورك . وقال المسؤول المصرفي : الآن لا يمكن احتجاز اموال جديدة. الاموال الجديدة يمكن ان تمر عبر نيويورك دون اي مشاكل. مشيرا الى ان الترتيبات الجديدة يتوقع ان تصبح نافذة المفعول هذا الاسبوع. واضاف : بالنسبة لنا .. خاصة في القطاع المصرفي .. فانه امر يثلج صدورنا.. سيسمح لنا بالعمل في اكثر اسواق الاستثمار ربحية في العالم. ويفتح رفع العقوبات ايضا الطريق امام عودة شركات النفط الامريكية الى ليبيا بعد ان هجرت عدة شركات اصولها في ليبيا في الثمانينات. وكافحت ليبيا للحفاظ على مستوى الانتاج باستخدام المعدات الامريكية لكن دون سبيل وصول الى قطع غيار. وبدأت محادثات التجارة الثنائية فور اعلان واشنطن يوم الجمعة تخفيف العقوبات. وقالت ليبيا يوم الجمعة ايضا انها اكدت اولى شحناتها الى الولاياتالمتحدة خلال اكثر من 20 عاما للتحميل في مايو . ويأتي اعلان الولاياتالمتحدة بعد تحسن مستمر في علاقات ليبيا مع الغرب بعد سنوات من العزلة الدولية. ورفعت الاممالمتحدة عقوباتها في العام الماضي بعد ان قبلت ليبيا تحمل المسؤولية عن تفجير طائرة بان امريكان فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية عام 1988. وقالت المفوضية الاوروبية ان الزعيم الليبي معمر القذافي يهدف الى استعادة العلاقات الكاملة مع اوروبا خلال اول زيارة يقوم بها الى اوروبا منذ 15 عاما هذا الاسبوع رغم ان بعض الخلافات ما زالت تحتاج الى حسم. وقال شلقم ان ليبيا ستعقد قريبا جولة جديدة من المحادثات لتسوية نزاع مع المانيا التي تسعى للحصول على تعويضات عن واقعة تفجير ناد ليلي في برلين عام 1986. وقال ان المفاوضات جارية بين والمانيا وليبيا مشيرا الى ان جولتين من المحادثات عقدتا قبلا وان الجولة التالية ستعقد في منتصف الشهر القادم للتوصل الى تسوية فيما يتعلق بهذا الملف. وكانت محكمة المانية اصدرت حكما بان المخابرات الليبية وراء الهجوم الذي قتل فيه ثلاثة واصيب 200. وقال مايك اوبريان وزير التجارة البريطاني في طرابلس يوم الثلاثاء الماضي ان الخلاف مع المانيا يمنع اي تحرك لرفع حظر الاسلحة الاوروبي المفروض على طرابلس. واضاف ان بريطانيا ستؤيد رفع الحظر بمجرد ان تتوصل المانيا الى اتفاق مع ليبيا.