اجمع عدد من الشخصيات الاسلامية الاكاديمية على الدور الريادي الذي تقوم به المملكة العربية السعودية في خدمة كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، مشيدين بالدعم غير المحدود الذي يقدمه ولاة الأمر في الدولة لهذين المصدرين المهمين للتشريع الاسلامي. وثمنوا - في احاديث لهم ل (اليوم) - عناية المملكة العربية السعودية بالسنة والسيرة النبوية عبر الندوة التي يشاركون فيها، وتنظمها وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد ممثلة في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينةالمنورة في المدة من 15 - 17/3/1425ه مقدرين كل التقدير لتلك الجهود، وان الشيء من معدنه لا يستغرب. خطوة رائدة ففي البداية، وصف الدكتور اكرم ضياء العمري الاستاذ في كلية اصول الدين ومدرس الحديث النبوي الشريف بجامعة قطر في الدوحة والحائز على جائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الاسلامية تنظيم ندوة (عناية المملكة العربية السعودية بالسنة والسيرة النبوية) في المدينةالمنورة بأنها خطوة رائدة لطرح قضايا السنة والسيرة وفق رؤية عصرية تمكن من الفهم الصحيح للسنة والسيرة. وأعرب الدكتور العمري عن جهود مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في الاعداد لهذه الندوة المباركة ، معربا عن تطلعه الى الندوة، والى ثمارها، خاصة في دعم البحوث في نطاق السنة والسيرة، مشيدا بجهود المملكة العربية السعودية الكبيرة في مجال دعم المراكز الاسلامية في ارجاء العالم الاسلامي، كما ان للمملكة جهودا مباركة في خدمة الحرمين الشريفين، ولا يخفى ايضا جهود مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بإخراج نسخ صحيحة، وجيدة في الطباعة من المصحف الشريف وايصالها الى ارجاء العالم الاسلامي. تحقيق الكتب التراثية واضاف الدكتور العمري : إن تحقيق بعض الكتب التراثية هو عمل علمي، ولكن هذه الاعمال يمكن ان يقوم بها الافراد، واما في اطار عمل مؤسسي فربما رصد بعض المال سيمكن من انجاز موسوعة السنة والسيرة التي يبقى ثمة فراغ واضح في ثقافتنا وفي مكتبتنا الاستقرائية خاصة، لافتا النظر الى ان هذا يحتاج الى دعم رسمي، ولا يترك الامر للمؤسسات الاهلية. واكد على حاجة المؤسسات العلمية ذات الامكانات في الدولة العربية والاسلامية الى اعادة تنظيم علمي وإيجاد الامكانات، وربما بالتعاون ايضا مع المؤسسات الاهلية التي قامت ببعض المشروعات القاصرة، لكنها مشروعات سدت فراغا ايضا، مع عدم وجود المشروع الكبير الذي يتمثل في ايجاد موسوعة للسيرة، وموسوعة للسنة ترتقي بالعلمية، وتتسم بالعرض الجيد، مع امكانات البحث المتفوقة، والقدرة على ربط المعلومات ببعضها. واعرب العمري عن أمله الكبير في ان تسهم المؤسسات العلمية في المملكة في هذا الامر اسهاما فعالا، وبذلك تخدم الثقافة الاسلامية خدمة عميقة، اما بالنسبة لقضية الترجمة، فقال : ان هذه القضية تحتاج الى مركز يهتم بجوانب الترجمة من اللغات الاخرى الى اللغة العربية، وربما من العربية الى اللغات الاخرى. مخطوطات واشار الى انه في حقل السنة والسيرة لاتزال هناك كتب كثيرة مخطوطة، وهي تحتاج الى تخطيط وطباعة، كما ان هناك مطبوعات في السنة والسيرة كثيرة لم تحظ بالتحقيق العلمي المناسب، فهي تحتاج الى هذا التحقيق والنشر، وكذلك فان الدراسات التحليلية للسنة والسيرة كثير منها يكرر بعضه، وربما السبب في ذلك عدم وضوح المنهج، وربما السبب يعود الى عدم القدرة على الوصول الى مصادر جديدة، وربما السبب يرجع الى عدم عمق منهج البحث عند المتناولين لموضوعات السيرة، وهذا كله يحتاج الى معالجة، والى رؤية عميقة للواقع الثقافي للامة الاسلامية، وكيفية النهوض به. وفي ختام حديثه اعرب عن تطلعه الى نتائج باهرة لندوة السنة والسيرة النبوية وتطلعاته لمستقبل البحث العلمي في اطار السنة والسيرة والانتهاء أولا من فحص الروايات وتثبيت الصحيح والحسن، وعزل الضعيف والموضوع، وبناء منهج حديث ينسجم مع مناهج المحدثين، والاصوليين. دور رائد للمملكة من جهته أثنى الدكتور ابو لبابة الطاهر حسين الاستاذ بجامعة الامارات العربية المتحدة على ما تقوم به المملكة العربية السعودية ممثلة في وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد من دور رائد في خدمة القرآن الكريم والسنة النبوية من خلال تنظيم الندوات العلمية الدولية المتخصصة التي تعنى بهذين المصدرين الرئسيين للتشريع الاسلامي. واعتبر المملكة في هذا العصر أنها الركن الركين في خدمة الاسلام عقيدة وشريعة واخلاقا ونظما وتربية وحضارة ومدنية، وقال : ان المملكة لم تفتأ منذ عهد مؤسسها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - طيب الله ثراه - وهي تعد كل العدة وتبذل كل الجهد لخدمة هذا الدين ويتمثل ذلك في كتاب الله العزيز وفي السنة النبوية الشريفة وان مظاهر هذه العناية ليست مجرد كلام وانما انشاء مؤسسات علمية عديدة ممثلة في العديد من الجامعات والعديد من المدارس والمعاهد التي يؤمها الآلاف من طلبة العلم الذين يتخرجون على المنهج الاسلامي القويم الذي يعتمد الوسطية، ويعتمد ما يرضي الله وما يرضي الرسول - صلى الله عليه وسلم - بعيدا عن التهور والتعسف وبعيدا عن التطرف والغلو. الوسطية منهج المملكة واكد الاستاذ بجامعة الامارات العربية المتحدة الذي يشارك في اعمال الندوة ببحث بعنوان : (السنة النبوية وحي من الله محفوظة كالقرآن الكريم) على ان المملكة العربية السعودية في كل مساعيها تبدو في قمة الوسطية وقمة الاعتدال، فهي لا تطلب لكل هذه الاعمال تمجيدا من احد، وانما تطلب مرضاة الله، وهذا هو السر في نجاحها الكبير في تحقيق الكثير لهذا الاسلام والكثير لابناء الاسلام ليس داخل المملكة فقط، وانما داخل المملكة وخارجها. وأبان ابولبابة ان المملكة معروفة عند الخاص والعام بأنها الدولة الوحيدة في العالم التي تطبق شرع الله، وقال : ان هذا لا نقوله نحن الذين عشنا في المملكة، ولكن يقوله المنصفون داخل المملكة وخارجها، مشيرا الى ان هذا الالتزام بشرع الله تعالى جعل الكثير من الملاحدة والكثير ممن لا يخافون الله ينتقدون المملكة، الا ان المملكة بولاة الامر فيها الذين ساروا ومازالوا يسيرون على منهج الدين القويم لا يعبأون بمثل هذه التشويشات التي لا قيمة لها، لان الحق يعلو ولا يعلى عليه. واننا جازمون أنها سوف تتغلب على كل هذه الاعتراضات التي لا تعتمد على دليل عقلي او الى دليل شرعي، لانها على المنهج الصحيح وعلى المنهج القويم، ولانها تسعى فقط لمرضاة الله لتطبيق شرعه. عالمية الإسلام اما رئيس جامعة الازهر بمصر سابقا الدكتور احمد عمر هاشم، فثمن عناية المملكة العربية السعودية بالقرآن الكريم والسنة والسيرة النبوية، وقال : إنه امر يقدره كل التقدير والشيء من معدنه لا يستغرب، لان المملكة هي وطن الحرمين الشريفين، ومهبط الوحي الإلهي، ومنزل الملائكة، والكعبة الشريفة، والحرم النبوي الشريف. فإذا قامت بخدمة كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والسيرة النبوية العطرة فذلك أمر هي به جديرة، لان للمملكة ممثلة في وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد رسالتها بارزة على الصعيدين المحلي والعالمي في خدمة الاسلام بصفة عامة وفي خدمة السنة والسيرة بصفة خاصة انطلاقا من رسالتها العالمية التي تحملها منذ قيامها بالدور العالمي وبالانجازات الحضارية الاسلامية. حقائق الإسلام وقال : ان العناية بالسنة والسيرة النبوية، والقيام بمثل هذه المؤتمرات فيها توضيح لحقائق الاسلام التي فهمها الغير خطأ، وفيها تصحيح للمفاهيم الخاطئة لان ديننا هو دين السماحة، ودين الرحمة، والدين الذي اختاره الله لعباده بمبادئه الراقية وتعاليمه السامية ومن اجل ذلك جعل الله هذه الامة خير أمة أخرجت للناس، لتقوم بهذا الدور الرائد في عالم البشر ودنيا الناس لتخرجهم من الظلمات الى النور. عرض جديد للسيرة وعن دور مثل هذه الندوات أشار الدكتور هاشم الى ان الامة الاسلامية في هذه المرحلة الراهنة بحاجة الى عرض جديد للسيرة والسنة، ولا أقصد بالعرض الجديد تغيير شيء او تعديله حاشا لله، وانما أقصد بالعرض الجديد ان نوظف النصوص، والتوجيهات ، والمناهج التربوية والحضارية التي اشتملت عليها كنوز السنة والسيرة، وأن نوظفها في خدمة مجتمعاتنا وأمتنا، وان نستفيد من هذه التوجيهات التي اشار اليها الإمام احمد بن حنبل في وصيته الاخيرة، اي ان حلول مشكلاتنا وحياتنا موجودة في اشرف تراث في الوجود ولكننا لا نوظفه ولا نستثمره انما نعكف على الدراسة التقليدية دون ان نقتحم بها آفاق المعرفة والحضارة، وهذا ما ستعنى به هذه المؤتمرات. بارقة أمل للأمة واكد رئيس جامعة الازهر سابقا ان ما ستوصي به الندوة الدولية عن (عناية المملكة العربية السعودية بالسنة والسيرة النبوية) ، ومثلها من المؤتمرات ، سيكون له اثر كبير في لفت الانظار، وتوجيه الامة الى ما في السنة والسيرة من حقائق والى حاجة المجتمع الى توجيهاتها خاصة في المشكلات العصرية، معربا عن تطلعاته للندوة بأنها ستمثل بارقة أمل لإضاءة الطريق امام عالمنا العربي والاسلامي، حتى يكون في ذلك تقوية لمعنويات المسلمين، وبيان لحقائق الدين التي غفل عنها الغير.