تحولت سويسرا إلى قبلة الباحثين عن كل ما هو جديد في عالم الساعات، بمناسبة معرض بازل الدولي وصالون جنيف اللذين شهدتهما هذا العام. إلا أن أغلب زائري المعرض الذين يشكل التجار من جميع أنحاء العالم نسبة كبيرة منهم، لم يسعوا فقط إلى الأسعار الزهيدة، بل أيضا إلى التقنية الرفيعة، فعلى الرغم من رخص الساعات الآسيوية الصنع، إلا أن التجار القادمين من هناك يثمنون الانتاج السويسري ويحرصون على شراء الجديد منه، لاسيما تلك التي تحمل أسماء مشهورة. وتطمئن الشركات السويسرية إلى سمعتها في العالم وهي تواجه هذه المنافسة القوية من آسيا واليابان، وتدرك تماما أن الساعة المصنوعة في سويسرا لها زبائنها الذين يحرصون على اقتنائها. ورغم ذلك تراجعت مبيعات الساعات السويسرية العام الماضي بنسبة 4.4% عن المعدلات المتعارف وهو ما يقابل 2.2 مليون ساعة أقل، حيث دخلت خزائن شركات الساعات السويسرية في العام الماضي 9.292 مليار فرنك فقط. وكان من أبرز عوامل انخفاض مبيعات الساعات في العام الماضي، الحرب على العراق وما صحبها من توتر كبير من الأسواق الدولية تخوفا من تداعيات غير متوقعة، كما عمل انتشار مرض الالتهاب الرئوي اللانمطي (سارس) على رفض سويسرا دخول جميع المواطنين الآسيويين إلى البلاد، سواء كانوا عارضين أم مشترين، مما قلص حجم التعاقدات مع تلك الشريحة الهامة من العملاء. وقد تمكن السويسريون من تخطي تلك الأزمة من خلال اتفاق هام أبرمته هيئة المعارض السويسرية مع مجلس هونغ كونغ لتنمية التجارة في سبتمبر الماضي، رفض الطرفان الإفصاح عن مضمونه، إلا أن فريدريك لام رئيس مجلس هونج كونج للتنمية التجارية قال انه يعتقد أن هذا العام سيكون جيدا بالنسبة للآسيويين ولسويسرا على حد سواء وعلى عكس السنة الماضية، حققت صناعة الساعات في الربع الأول من هذا العام أرباحا جيدة، جعل القائمين عليها ينظرون بتفاؤل شديد إلى بقية السنة، ومن المحتمل، إذا سارت الأمور على ما يرام أن يتواصل النجاح حتى بقية السنة، على الرغم من ارتفاع سعر صرف الفرنك السويسري مقابل الدولار.في الوقت نفسه يحذر جاك دوشين رئيس مجلس إدارة معرض بازل من الإفراط في التفاؤل، ويشير في حديثه إلى سويس انفو بأن أي أزمة اقتصادية يمكن أن تتبلور في زمن قصير، نتيجة عوامل لم تكن في الحسبان.