كنت قد قررت ان يكون مقال اليوم الجمعة مقالا مريحا بعيدا عن الرياضة وركضها واخترت موضوع (المزاج) لأكتب عنه وكنت استعد لذلك بعد ان تأكدت ان مزاجي رايق وعال العال الى ان سمعت خبر انفجار الوشم وسقوط عدد من الابرياء من بينهم زميلنا ابراهيم المفيرج (رحمه الله) وحينها انقلب مزاجي رأسا على عقب وانتابتني حالة من الاكتئاب والحزن على من سقطوا ضحايا لمجموعة ضالة حاقدة.. لقد ابقيت الموضوع لكن تغير الكلام والحديث دائما عن المزاج ولا اقصد بالطبع ما اصطلحت عليه بعض الشعوب من ان المزاج يعني الكيف وان الكيف يعني المخدرات بل اقصد مزاجنا اليومي الذي يؤثر على سلوكياتنا وتصرفاتنا.. فالانسان معرض لتقلب المزاج بين يوم وآخر او حتى بين ساعة واخرى كما حدث لي قبل كتابة هذا المقال. ان كثيرا من البيوت انهارت روابطها الاجتماعية بسبب مزاج بعض افرادها فكم من اسرة ذاقت الجحيم وعاشت اياما صعبة بسبب كلمة غير محسوبة من زوجة لزوجها او من ابن لابيه او اب لابنته او زوجته. وحتى في العلاقات العامة التي تجمع الاصدقاء بعضهم ببعض يتسبب المزاج في احالة تلك العلاقات للتقاعد الدائم او ربما الى حبل المشنقة بسبب تصرف اهوج نحو قضية تافهة. لقد قرأت ان المزاج يتأثر بالالوان التي تؤثر على اداء الموظف في عمله ونتيجة لعدة ابحاث متنوعة اتضح انها غير متفقة اي ان هناك من يقول ان اللون الابيض يسبب الصداع وآخر يقول ان هذا اللون يبعث على الارتياح وتعديل المزاج كما قرأت ان اختلاف الطبيعة والطقس والمناظر تؤثر على هذا المزاج لكنني في المقابل قرأت انه لوحظ اختلاف المزاج بين اشخاص يعيشون في بيئة وطبيعة ومناطق واحدة مما يعني ان تقلب المزاج من وضع الى آخر ينبع من الشخص نفسه حتى تأثر قليلا بالمحيط القريب ومنه باعتباره جزءا من هذا التكوين البيئي يؤثر عليه ويتأثر بمن حوله. ورغم انني اكتب عن هذا (المزاج) بكل هدوء الا انني احذر من حدة المزاج خاصة لدى القياديين في العمل او ارباب الاسر او اصحاب المهن الخطرة كالاطباء او الطيارين وغيرهم لان حدة المزاج تأتي بنتائج مدمرة على الاسرة والمجتمع على حد سواء فالحالة المزاجية السيئة تقلب الامور وتهدد الاستقرار والطمأنينة والدراسات اكدت ان اكبر خطر يهدد الاسرة هو المزاج الذي يتغلب فيقلب معه الحياة ويزيد نكدها ويحول محيطها الى حفرة من نار تحرق كل من حولها. ان حدة المزاج تؤدي الى ارتفاع في ضغط الدم وهبوط في الدورة الدموية والاحساس بالاختناق وقد يصاب المرء بشلل نصفي او بالسكتة الدماغية او القلبية وهذه حقائق علمية مؤكدة. تذكروا دائما ان اهلكم بحاجة الى الهدوء والحكمة وليس للانفعال والتشدد وتذكروا ان ابتسامة واحدة منكم قد تقضي على خلافات دامت سنين طويلة وان التحكم بعواطفكم ومشاعركم هو الطريق الوحيد لتعديل مزاجكم حتى لو كانت ظروف هذه الحياة اكبر مما نتمناه لكن حاولوا واعدلوا مزاجكم واسعدوا عائلاتكم .. ولكم تحياتي.