لم يكن الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وهو يخاطب مؤتمر (موقف الاسلام من الارهاب) الذي يعقد حاليا بالمملكة بعيدا عن الثوابت الراسخة التي اتخذتها المملكة ضد الارهاب منذ ظهور صوره البشعة داخل البلاد وخارجها وليس بخاف على احد ان العقيدة الاسلامية السمحة تحارب ظاهرة الارهاب دون هوادة وفقا لنصوص الكتاب والسنة فالاسلام بتشريعاته وتعاليمه ومبادئه السماوية حارب الظلم وقهر المجتمعات وقتل النفوس البريئة إلا بالحق ووضع لكل مارق وخارج عن نصوص القرآن عقابا رادعا وان من العجيب ألا تدرك بعض المجتمعات الغربية هذه الحقائق الواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار وما ذلك الا نتيجة لمغالطات اعلامية تحاول بها بعض الاوساط تشويه صورة الاسلام الناصعة أمام الرأي العام الامريكي وتلك اوساط تحمل احقادا كبرى على الاسلام والمسلمين ومن واجب كل تجمع اسلامي - كهذا المؤتمر - ان يوضح الحقائق أمام العالم فالاسلام كما اكد سموه اثناء افتتاحه المؤتمر (دين تسامح وسلام) وهذه رؤية صحيحة طرحتها المملكة مرارا وتكرارا في كل محفل دولي ولابد في مثل هذه المؤتمرات الهامة ان تناقش أمور العنف والتشدد والتطرف باسهاب ودراسة مستفيضة وان تبعث الرسائل تلو الرسائل للمجتمعات الغربية لتصحيح الصور المشوهة عن الاسلام والمسلمين ولابد ان يكون الرأي العام في العالم بأسره على دراية واقتناع بأن العقيدة الاسلامية تحارب البغي والفساد في الارض وتحارب الارهاب بكل صوره ومسمياته واهدافه الشريرة التي تستهدف الفساد والافساد في الارض وترويع الآمنين وتقويض دورهم على رؤوسهم وتخريب المنجزات الحضارية للمجتمعات وتلك مسالك لاعلاقة للاسلام بها على الاطلاق فهو دين يدعو الى التسامح والصفح والتوازن وتحكيم العقل في كل أمر وشأن ونبذ القتل والتخريب ونشر الفتنة في الأرض كما هي طرائق تلك الفئات الضالة من الارهابيين التي عرفت ممارستهم الاجرامية بالخروج عن كل الأديان والأعراف والقوانين.