تنبسط سريرة كل انسان عندما يجالس فردا يأنس له ويرتاح له ويتجاذب اطراف الحديث معه فكرا وادبا وحوارا، فنجد ان معاني السعادة والارتياح بدت في قلب ذلك الشخص وكان ظاهرا على سمات وجهه، فما هو الحال لو كان ذلك الفرد جمعا من المفكرين والادباء وارباب القلم والاطلاع اظن ان القلم هنا يظل عاجزا عن وصف ما عايشه من لحظات سعيدة في وسط اولئك النجوم وكان من سعدي ان احضر في يوم الاثنين المجلس الادبي والفكري (اثنينية النعيم) لاجلس لحظات قيمة مع اناس كان لهم درب طويل مع الادب والشعر والنثر وسائر تلك الفنون العظيمة، ولاضرب بكفي ندما على تفريطي في تلك الجلسات المفعمة بالنشاط والحيوية من قبل جميع روادها، هذه الجلسة وغيرها من الجلسات اعادت شيئا من بريق الادب والذي بدا خافتا لفترات طويلة حتى غفل عنه الناس وان كان بعضهم قد نسوه، هذه الجلسات اعادت الهيبة المعهودة للادب العربي العريق والذي كان سمة بارزة في العصور العربية والاسلامية حيث كان الادب والشعر يسري في قلوبهم كجريان الدم في الوريد فلا يفارقهم ولا يفارقونه، وفي هذا الزمان انشغل الناس بأمور كثيرة حتى انشغل البعض عن الادب العريق وغاصوا في همومهم ومشاغلهم، لا ادري كيف اصف لك المجلس الذي ابصرته اناس من محبي الادب وقارضي الشعر ومحدثي النثر اجتمعوا في مكان واحد ليثروا جانبا من جوانب الادب الكبير المتشعبة فنونه وموضوعاته، وكنت الى عهد قريب اعتقد فكرة هجران الناس للادب وانه في مرحلة الغيبوبة وكم كان هذا التفكير بعيدا عن الواقع وخاصة عندما اقرأ عن انتشار المجالس الادبية في واحة العلم والادب، وهذا امر ليس بغريب على قوم تشربوا الادب وصنفوا فيه ومزجوا فيه خواطرهم واشعارهم وحبروا فيه كل المعاني المتجسدة في قلوبهم، واعود الى وصف ذلك اليوم الذي شاهدت فيه لاول مرة مجلسا ادبيا كانت الهيبة تتملكني في الحقيقة وكيف لا؟ وانا ابصر نجوما كنت بالامس ارى وميضها، واليوم اراهم امامي، فذاك الشيخ عبدالرحمن الملا يتوسط المجلس ويضيف اليه كما كبيرا من الهيبة وهناك ابصر الشاعر المتألق عبدالله العويد ومن بجانبه انه احمد الديولي التي داعبت كلماته قلبي، وهناك اجده متحركا حريصا يقوم بكل شيء ويشرف على كل الامور بنفسه انه راعي الاثنينية الاديب محمد النعيم، وبطبيعة الحال لا يغيب عن البال ذلك الرجل الوقور القابع هناك في قلب المجلس انه سندباد الاحساء والراوي الكبير انه جدي الشيخ عبداللطيف النعيم وغيرهم من رجالات الفكر والادب ومن المحبين لجمال الكلمة ورونقها، وكم كانت سعادتي تنطلق من قلبي وانا اشاهد كلماتهم وحواراتهم فأجد نفسي في رحاب الادب وجمال الكلمة وروعة الصيغة، ان لهذه المجالس الادبية المتناثرة في ربوع واحتنا الخالدة اثرها البالغ والكبير على اعادة سوق ادبي كبير كان في يوم من الايام موجودا في بلادنا، ان هذه المجالس هي دوحة الفكر والادب في واحتنا الغراء، فشكرا لهم جميعا لمساهمتهم الكبيرة في اعادة امجاد الادب في هذه الواحة. وتقبلوا تحياتي. @@ احمد خالد العبدالقادر