حكمت المحكمة الدولية لجرائم الحرب في يوغسلافيا السابقة من لاهاي امس بالسجن 35 عاما على الجنرال الصربي راديسلاف كرستيش بسبب مشاركته في عمليات التصفيات العرقية ضد البوسنيين المسلمين الابرياء في سربرنيتسا صيف عام 1995 . واشار بيان للمحكمة الى ان قرار المحكمة هذا له دلالات واهمية خاصة كونه اول حكم لارتكاب جرائم التصفيات والتطهير العرقي على اساس قومي وديني مما يعتبر اخطر الجرائم في قانون العقوبات الدولي. وجاء قرار المحكمة الذي وقعه رئيسها تيودور ميرون باجماع القضاة لكنه فسر الحكم بالسجن 35 عاما فقط بانه جاء بسبب الظروف الصحية الصعبة للجنرال كرستيش والذي اصيب داخل السجن بالشلل النصفي وبان دوره لم يكن رئيسيا في عمليات التصفيات العرقية التي جرت في المدينة البوسنيه المذكورة0 ولكن ميرون اعتبر ان المجازر والتصفيات العرقية التي جرت في سربرينتسا هي الاكثر خطرا في اوروبا منذ الحرب العالمية الثانية وشكل وصمة عار على جبين الحضارة الاوروبية. وذكر ان العقل المدبر لجرائم سربرنتسا التي وضعت في درجة التصفيات العرقية والابادة الجماعية هو الجنرال الصربي راتكو ملاديتش الذي لايزال طليقا ويعيش تحت حماية جماعات متطرفة في صربيا. من جانب آخر انتقدت رابطة اسر ضحايا سربرنتسا هذا الحكم المخفف وهو 35 عاما فقط على الجنرال الصربي كرستيش معتبرة انه لا يرقى الى حجم المجازر التي ذهب ضحيتها سبعة الاف بوسني مسلم بريء. واعتبرت الرابطة في بيان صدر في سراييفو انه كان على المحكمة والتي اكدت التصفيات العرقية والابادة الجماعية ان تحكم باقصى العقوبات على الجنرال كرستيش متسائلة كم يلزم ان يجري في سربرنتسا اكثر مما جرى ليستحق جنرالات الصرب الحكم بالسجن المؤبد مثلا. يذكر ان السجن المؤبد هي العقوبة الاقصى التي يحق للمحكمة الدولية الخاصة المذكورة النطق بها ، لكن اتحاد المثقفين البوسنيين اشاد في بيان خاص بحيثيات وتبريرات الحكم على اساس الاعتراف الصريح بان ما جرى في سربرنتسا ليست مجرد جرائم قتل او جرائم حرب عادية بل تصفيات عرقية وابادة جماعية جرت ضد المدنيين الابرياء على اساس العرق والدين.