استعرض الناقد الدكتور سلطان القحطاني ظهور الحركة النقدية في المملكة من خلال كتابة المقالات النقدية في الصحف والمجلات، مثل صوت الحجاز وجريدة القبلة ومجلة الخليج ومجلة الاشعاع، من خلال محاضرة أقامتها جمعية الثقافة والفنون بالاحساء مساء الأربعاء الماضي في الغرفة التجارية بالمبرز، وقدم المحاضرة القاص سمير الضامر الذي أشار الى الأنشطة الثقافية الجادة التي ينوي القسم الثقافي طرحها في الأسابيع القادمة، بعد أن تولى رئاسته الشاعر سامي الجمعان، ثم عرف الضامر بالدكتور القحطاني ومؤلفاته وأنشطته الأدبية. الناقد ابن الرومي ولقد أسهب د. القحطاني في ذكر ظهور المجلات الأدبية، وبأسماء الكتاب والنقاد، التي هي قد تكون معلومات ليست بالجديدة لدى المثقفين وأعضاء هيئة التدريس في الجامعة والكلية الذين كان لهم حضور فاعل، فقد تطرق الى ظهور التيارات النقدية وأهمها مدرسة المدينة ومدرسة مكة ومدرسة الاحساء من خلال الأديب الشيخ محمد عبدالله الرومي المعروف ب(ابن الرومي) الذي ظهر منذ العام 1941م، كما تطرق الى مكانة الناقد عبدالله عبدالجبار واصفا إياه بشيخ النقاد. أسهب كثيرا، وفي الختام مر مرورا سريعا على الحركة النقدية الحديثة في المملكة، قائلا عن الابداع الحداثي بعبارات قاطعة: إننا لم نفهم الحداثة كما هي، فقد جاءنا تيار حداثي لم نعرف كيف نتعامل معه، واصبحت لدينا حساسية لمفردة الحداثة. النقد هو المدح وحول ردوده على المداخلات التي شارك بها محمد بودي وفالح الصغير ود. ربيع عبدالعزيز وخالد الصفراء وحسين العلي ومحمد الحرز وبدر السنبل، أجاب د. القحطاني ان النقد في ثقافتنا لم يستوعب، ومازال مطلوبا منه أن يكون للمدح فقط، كما أن لدينا موقفا شخصيا من الابداع، موقف شخصيا وليس موقفا ثقافيا، موضحا: اننا نقدس بعض الأعمال الابداعية ونرفض أن يتناولها النقد، وأن ما يمكن تطبيقه نقديا في امريكا مثلا أو فرنسا لا يمكن أن نبطقه في ثقافتنا العربية، فمازال النقد يتكىء على مصالح أو حسابات شخصية، كما ظهر مؤخرا في ساحتنا الثقافية بعد صدور كتاب الدكتور عبدالله الغذامي الأخير، وان الكتابات النقدية لم تستطع أن تتعامل مع التجارب الحداثية، واصفا النقد الحداثي بأنه نبتة غربية فشلوا في زرعها في أرضنا مستشهدا بغرائبية مصطلح (ميتا لغة). موقفنا النقدي غير ثابت وحول مداخلة حادة من الزميل بدر السنبل التي أعطت حرارة في برود المحاضرة ورتابتها، عن المنجز الابداعي الخاص للدكتور سلطان، وان مصادرته التجارب الابداعية الحديثة ما هو إلا عجزه عن التعامل مع التجارب الابداعية، وعدم اعتماده على نهج علمي في تناوله النقدي، أجاب القحطاني: بأنني اعتمد على منهجية علمية واضحة وأكاديمية، واعتمدت في كتابتي حول التوظيف الشعري على أكثر من 18 مرجعا، وقد يكون رأيك (يقصد بدر) ناتجا عما تقرأه من المقالات الصحفية التي تكتب ضدي، وسؤالك عن منجزي الخاص، أرى أن أكثر النقاد لم يأتوا بجديد والكل يعتمد على النقد، فلو سألنا أنفسنا ماذا قدم الدكتور نذير العظمة للنقد الأدبي؟ مجيبا: لم يقدم شيئا مجرد 5 ورقات عن المسرح يقرأها في كل مشاركاته الثقافية، والتجارب الابداعية التي تشير اليها)، (يجيب الدكتور سلطان) ليس لدينا تجارب حداثية ابداعية في الوطن العربي، هناك من أبدع مثل الشاعر أمل دنقل، كما أن الشعر التقليدي فيه ابداع، مشيرا الى ان العالم العربي ليس فيه نظرية نقدية حتى الآن، مختتما اجابته: نحن نعيش على انتاج الآخرين، وليس لدينا قناعة في مواقفنا، ضاربا المثل في ذلك بالغذامي، قائلا: الدكتور عبدالله الغذامي وهو الناقد المعروف وصف في وقت سابق بعض الشعراء والكتاب بأنهم حداثيون، وفي كتابه الأخير يتراجع عما كتبه ويقول أنهم غير حداثيين. وفي ختام المحاضرة قدم عبدالرحمن المريخي مدير الجمعية وعبدالرحمن الحمد مدير النشاطات درعا تذكارية للدكتور سلطان القحطاني تقديرا لمشاركته.