قالت هدى الشمري: إن موقع النقد الثقافي بالمملكة يأتي بديلاً عن النقد الأدبي، حيث إن أول من نادى بالنقد الثقافي بديلا عن النقد الأدبي هو الدكتور عبدالله الغذامي، الذي أعلن عن موت النقد الأدبي وميلاد جديد للنقد الثقافي, لكون النقد الثقافي هو الذي يدرس الأدب الفني والجمالي باعتباره ظاهرة ثقافية مضمرة. وعن صفات الناقد الأدبي، قالت الشمري، من صفات الناقد الذوق، والحس المرهف، والثقافة، وإصدار الحكم بتحديد جودة الأثر ومدى اتباعه للقواعد الأساسية لتخصصه، فالناقد الذكي يبرر ويعلل من أجل أن لا يكون ظالماً في حكمه، وهناك العديد من الأقوال المشهورة في تراثنا الأدبي التي تأتي في إطار سياق نقدي، لعل من أشهرها قول أبي تمام: "لمَ لا تفهم من الشعر ما يقال" وكذلك قول ماثيو أرنولد "إن غاية الأدب هو نقد الحياة".. جاء ذلك خلال المحاضرة التي قدمتها الشمري بنادي حائل الأدبي الثقافي بعنوان " ثقافة النقد الأدبي وأثرها في المجتمع" الذي أقامها النادي الأدبي الثقافي بحائل مُمثّلاً باللجنة المنبريّة بالنادي، مؤكدة أهمية النقد الأدبي، ومدى ما تمثله اتجاهاته الأربعة الفني, التاريخي, النفسي, التكاملي. وفي رد للشمري على مداخلة لعضو مجلس إدارة النادي الدكتور فهد العوني، عن الجوانب التي يجب يتعرض إليها الناقد في عملية النقد، التي يجب إن ينظر إليها الناقد، قالت: إذا كنت تنقد نقدا منهجياً لا بد أن نعرف اللغة، ونتعرف على الأخطاء اللغوية والإملائية والنحوية وجميع نواحي النص البلاغية والأسلوبية والمعجمية.. ليظل السؤال المهم في النقد هو كيف ننقد؟ كما تناول المداخلون العديد من الجوانب النقدية التي جاء منها، مُداخلة لنائب رئيس مجلس إدارة النادي رشيد بن سلمان الصقري، التي تساءل فيها عن أهم ظواهر ما بعد الحداثة الأدبية في النقد؟ وأخرى للمهندس حسني محمد جبر الذي قال: هل أصبحنا أمة لا تنقد، ولا أقصد بالنقد هنا السب أو الإهانة؟ أجابت المُحاضرة بأن النقد عبارة عن تقييم أو تفسير، ويمكن أن يكون نقداً متعاطفاً للأديب الجديد كي نحتوي موهبته، ولا على الناقد أن يكون متسما بأخلاقيات المهنة.. مؤكدة في ردها على مداخلة لابتسام الحربي، التي تساءلت عن المواهب الناشئة في المجتمعات المنغلقة خصوصا ولا يرغب في الظهور والنقد لأسباب نفسية واجتماعية؟ وعن كيف يمكن إظهار هذا الكاتب أو تلك ومساعدة تلك المواهب في الظهور بإزالة جميع المخاوف من نفسيته وغيرها، أكدت الشمري أن احتواء الموهبة وجرأة الناقد وجرأة الأديب تكفل تجاوز تلك المرحلة التي من شأنها أن تعيق الموهبة الإبداعية الواعدة. كما أكدت عهود أبو الهيجاء، في مداخلتها على إسهام الغذامي ودوره في سياق إحلال النقد الثقافي بدلا من النقد الأدبي، مستعرضة تطور الأدب من جانب، وتطور المجتمعات ووسائل الأدب عبر فيس بك وتويتر من جانب آخر، ممّا أوجدا حقلا أدبياً خصباً للنقد الثقافي.