افاد مصدر رسمي امس بان المجلس العسكري الحاكم في بورما اعاد فتح مقر الرابطة الوطنية من اجل الديموقراطية، حزب اونغ سان سو تشي، الذي اقفل قبل عام اثناء حملة قمع شهدت اعتقال زعيمته. وكان المحللون يتوقعون هذا الاجراء الذي يعبر عن حسن النية كمقدمة لرفع الاقامة الجبرية عن سو تشي وتين او وهما اخر مسؤولين في حزب الرابطة الوطنية من اجل الديموقراطية اللذين حكم عليهما بالاقامة الجبرية بعد اعتقالهما في 30 مايو 2003. الا ان سو تشي وتين او لم يكن قد اطلق سراحهما بعد صباح امس وبقيا في منزلهما في رانغون بعد ان تم ابلاغهما بقرار اعادة فتح مقر الحزب. وصرح مصدر في الاستخبارات العسكرية لوكالة فرانس برس "نعم، فتح المقر لكن وضع الشخصين لم يتغير". واعلن احد كوادر الرابطة الوطنية من اجل الديموقراطية ثان تان ان الحزب بلغ رسميا بالاذن باعادة فتح مقره المخرب وسط رانغون، وقال "ابلغونا بان مقرنا اعيد فتحه". وافاد شهود عيان بان السلسلة الحديد والقفل اللذين كانا على السياج عند مدخل المقر قد انتزعا لكن لم يصل احد من اعضاء الحزب بعد في هذه الساعة المبكرة من يوم رأس السنة البورمية التقليدية. وافادت مصادر في الرابطة بانه لن تكون هناك نشاطات في المقر قبل يوم غد بسبب الاحتفال برأس السنة البورمية التقليدية. الا ان شبانا من الرابطة سيصلون الى منزل ثان تان -- الذي تحول فعلا الى مقر للحزب منذ 11 شهرا -- لتكريم "القدامى" وهم الاعضاء السبعة في اللجنة المركزية التنفيذية للرابطة الذين لا يزالون يتمتعون بحريتهم، والغائبان عن هذه الهيئة المؤلفة من تسعة اشخاص، هما سو تشي وتين او. وكانت سو تشي بعد الافراج عنها في ايار/مايو 2002 من حكم سابق بالاقامة الجبرية، توجهت فورا الى مقر الرابطة حيث استقبلتها حشود شعبية. واوضح مصدر الاستخبارات العسكرية انه اذا ما اعيد فتح المقر مع الفجر، فان كل مقار الحزب في البلاد والتي اقفلت ايضا ابان حملة القمع، لا تزال مقفلة. ومن وجهة نظر الحكومة العسكرية فان اعادة فتح مقر الرابطة الوطنية من اجل الديموقراطية سيسمح لها بالعمل بصورة طبيعية في حين كانت مدعوة للمشاركة اعتبارا من 17 ايار/مايو في مؤتمر وطني لبحث احلال الديموقراطية في البلاد. ويفترض بهذا المؤتمر صياغة دستور حيث سيضم ممثلين عن الحكومة والاحزاب السياسية والاقليات الاتنية. وقالت الرابطة التي تسلم بعض المسؤولين فيها دعوات باسمائهم في الايام الاخيرة، انها لن تتخذ موقفا حول احتمال مشاركتها الا اذا تمكنت لجنتها المركزية التنفيذية من الاجتماع. من جانبهم يقول الخبراء ان مؤتمرا وطنيا من دون مشاركة الرابطة، ابرز احزاب المعارضة في البلاد، لن تكون له اية مصداقية. وتأتي اعادة فتح مقر الرابطة في حين بدأ الاتحاد الاوروبي ورابطة دول جنوب شرق اسيا (اسيان) امس اجتماعا يستغرق يومين في ايرلندا وقد تطغى عليه المسألة البورمية، التي من المتوقع ان يشهد الاجتماع مناقشات صعبة حولها بعدما كانت اوروبا قد فرضت عليها عقوبات، وطالبت بتحسين وضع حقوق الانسان.