فجر انتحاريان الجمعة عبوتيهما الناسفتين وسط متطوعين في الشرطة يستعدون للخروج في مأذونية في شمال غرب باكستان متسببين في سقوط ثمانين قتيلا في اعتداء مزدوج تبنته حركة طالبان الباكستانية ك"اول عملية" انتقامية لمقتل زعيم القاعدة. جانب من جرحى التفجيرين الانتحاريين . « إ ب أ » وقد توعد متمردو طالبان الموالون لتنظيم القاعدة والذين يشنون حملة اعتداءات دامية في باكستان بالانتقام من اسلام اباد التي يتهمونها بالتواطؤ في قتل زعيم القاعدة في عملية نفذتها وحدة من القوات الخاصة الامريكية قبل 11 يوما في شمال البلاد. وقال نزار خان مروة قائد شرطة منطقة شرسادة لفرانس برس ان انتحاريا على دراجة نارية فجر صباح الجمعة عبوته في بلدة شبقدار بينما كان الشبان المجندون الذين ارتدوا ملابسهم المدنية يستعدون للصعود في حافلات ستعيدهم الى منازلهم في مأذونية لعشرة ايام. واستهدف الاعتداء مركز تدريب لوحدة حرس الحدود شبه العسكرية التابعة للشرطة. وبينما كان رجال الشرطة والاسعاف يهرعون لمساعدة الجرحى، فجر انتحاري آخر على دراجة نارية ايضا عبوته متسببا في مجزرة ثانية. وقال مروة "قتل ثمانون شخصا بينهم 75 من حرس الحدود وخمسة مدنيين". وروى الجريح احمد علي وهو متطوع في اتصال هاتفي في المستشفى "كنت جالسا في حافلة صغيرة انتظر زملائي" واضاف "كنا فرحين بالعودة الى عائلاتنا وسمعت احدا يصيح الله اكبر قبل ان يقع انفجار عنيف". وقال "ثم سمعت انفجارا ثانيا فقفزت من الحافلة وكنت مضرجا بالدماء". وهو الاعتداء الاكثر دموية هذه السنة في باكستان. وقال احسان الله احسان المتحدث باسم حركة طالبان الباكستانية في اتصال هاتفي من مكان مجهول "انها اول عملية انتقامية لمقتل اسامة نفذها اثنان من مقاتلينا". واضاف متوعدا "توقعوا هجمات اقوى في باكستانوافغانستان". وتعتبر حركة طالبان الباكستانية التي اعلنت عام 2007 ولاءها للقاعدة، المسؤول الرئيسي عن اكثر من 450 اعتداء معظمها انتحارية اوقعت ما لا يقل عن 4300 قتيل في جميع انحاء البلاد منذ نحو اربع سنوات. وفي صيف 2007 اعلنت الحركة "الجهاد" ضد اسلام اباد لدعمها واشنطن في "حربها ضد الارهاب". وتقع شبقدار عند مشارف المناطق القبلية المحاذية لافغانستان والتي تعتبر معقل طالبان الباكستانية وتنظيم القاعدة والتي تشكل قاعدة خلفية لطالبان الافغانية لاسيما لحركة حقاني العدو اللدود للقوات الامريكية التي يشكل جنودها ثلثي القوات الدولية المنتشرة في افغانستان. كما يستخدم تنظيم القاعدة معسكرات التدريب التابعة لطالبان في المناطق القبلية وقد درب فيها العديد من الانتحاريين الذين نفذوا بعدها اعتداءات او محاولات اعتداءات في الولاياتالمتحدة واوروبا، بدءا باعتداءات 11 سبتمبر 2001 وصولا الى اعتداءات لندن عام 2005، مرورا باعتداءات مدريد في 2004 ومحاولة الاعتداء في ساحة تايمز سكوير في نيويورك عام 2010. وكان الخبراء يتوقعون منذ عشر سنوات ان يكون زعيم القاعدة لجأ الى هذه المناطق الجبلية الوعرة وليس الى مدينة ابوت اباد التي تؤوي حامية عسكرية ولا تبعد سوى ساعتين عن اسلام اباد شمالا. ويبقى الرأي العام الباكستاني مناهض بغالبيته الكبرى للامريكيين معتبرا ان الولاياتالمتحدة "استوردت" حربها ضد القاعدة الى باكستان بعد حملة فاشلة في افغانستان. وفي دلالة اضافية على هذا التوتر هددت اسلام اباد الخميس واشنطن "باعادة النظر" في تعاونها في مكافحة الارهاب وألغى الجنرال خالد شاميم وين المسؤول الثاني في الجيش الباكستاني امس الجمعة زيارة للولايات المتحدة كانت مقررة بين 22 و27 مايو "بسبب الاجواء السائدة حاليا" في العلاقات بين البلدين.