لأول مرة يشارك الفنان التشكيلي السوري حسن ادلبي في فعاليات معرض للكتاب، وهو المعرض الخامس عشر للكتاب في أبو ظبي حيث شارك بمعرضه التشكيلي (وجوه ثقافية) مركزاً على استحضار الوجوه الثقافية والقامات الأدبية الاكثر حضوراً في العالم العربي وربما على مستوى العالم.. شخصيات مثل نجيب محفوظ وطه حسين وأدونيس والطيب صالح وقاسم حداد، فضلاً عن شخصيات وأدباء من الإمارات مثل القاص عبد الحميد أحمد وغيرهم... مقولة خاطئة ويقول الفنان أدلبي إنه شعر بالسعادة وهو يتصفح وجوه الزائرين واحداً واحداً وهم يلتهمون بأعين متذوقة لوحاته الكثيرة.. إنه شعور بالسعادة الطاغية.. ثمة من يقول بأن لا أحد يتذوق الفن.. لعلها تكون مقولة خاطئة أو نسبية، ففي هذا المعرض لمسنا الكثير من الحميمية والحب تجاه اللوحة.. أو لنقل تجاه الفن والثقافة عموماً، فمن يقف أمام لوحة لمدة خمس دقائق يتأملها ويحاول التعرف على تقاطيعها وتقاسيمها لهو شخص حري بأن يكون على أقل التقادير متذوقاً للفن، إن لم يكن مهتماً أو ربما ناقداً بدرجة أو بأخرى. لا أحد يفرض علي توجهاته هل رسمت هذه الشخصيات باجتهاد شخصي أم بوحي من منظمي المعرض؟ يجيب الفنان أدلبي من المستحيل أن يفرض علي شخص ما شروطه أو يملي علي رغبته.. إنها فقط المناسبة التي فرضت علي ذلك، فباعتبار أن معرض الكتاب عادة ما تصاحبه فعاليات ثقافية وأدبية وعادة ما يكون معرض الكتاب مكاناً لتواجد أمثال هؤلاء، فإنه من المناسبة أن تكون الشخصيات التي أرسمها قريبة من هذا التوجه، فمن غير المعقول أن أرسم راقصة على سبيل المثال أو شخصية فلكية في هذا المضمار، سيكون الاهتمام بها قليلاً. أنا مطارد من قبل الأدباء وأكد أدلبي إنه لا يذهب إلى الشخصية التي يريد أن يرسمها، بل هي التي تأتي إليه، مضيفاً إن الكثير من الأصدقاء يعتبون عليه لأنه لا يرسمهم، لأنهم يدركون أن هذه اللوحة ستوصلهم للجمهور. وعن طريقته في رسم الشخصيات يقول كان بإمكاني أن أرسمها بطريقة طبيعية أي أن تكون الملامح كما هي الوجه.. العيون .. الأنف... كل شيء، ولكنها في تلك الحالة ستكون مجرد بورتريه عادي.. الوجه العادي لا يعطيك انطباعاً معيناً.. ويضيف ادلبي قائلاً عندما تلتقط صورة فوتوغرافية لشخص ما تستطيع بعدستك وبقوة ملاحظتك أن تضيف أبعاداً أخرى لتلك الشخصية، أما أن تكون ملتقطاً عادياً فإن الصورة ستخرج كما هي.. هذا ليس إبداعاً.. ويضيف ادلبي.. إن هذه التقاطيع والإضافات التي أمليها على الصورة تعطيها بعداً إنسانياً كبيراً وملمحاً قد لا توجد في اللوحة العادية ذات التقاطيع والملامح الموجودة لدى هذه الشخصية. واكد ادلبي إن هذه الفروقات والتي قد يراها البعض مضحكة، هي ماء اللوحة.. إنني أحاول أن أضع روحي في تلك الفروقات. لا أستخدم الكمبيوتر! وفيما إذا كان يستخدم الكمبيوتر في رسم تلك الشخصيات قال ادلبي إنه لا يستخدمه إطلاقاً، مع أن بعض الوجوه يتضح أن تأثيراتها بفضل بعض البرامج المستخدمة في الحاسب الآلي، خاصة تلك الوجوه التي ينفخ فيها الوجه بشكل كاريكاتيري، الأمر الذي يضفي على الشخصية بعداً آخر غير البعد الحقيقي.