تواصلت طوابير المنتظرين أمام مبنى جوازات المنطقة الشرقية، مع اقتراب انتهاء المهملة الممنوحة لتجديد الجوازات القديمة بالممغنطة، والتي تنتهي في التاسع والعشرين من شهر صفر الحالي. وصباح أمس وصل طول الطابور إلى قرابة 450 متراً، حيث التف المتوقفون في الطابور حول المبنى القديم للغرفة التجارية الصناعية للمنطقة الشرقية المجاورة لمبنى الجوازات. أما في الجبيل فيضطر السكان إلى قطع أكثر من 200 كيلومتر ذهاباً إلى محافظة الخفجي (شمالاً)، للحصول على الجوازات الجديدة، ويأتي ذلك مع عدم توافر مقر للجوازات في المحافظة، التي رغم توافر جميع المرافق فيها، ورغم اعتبارها مدينة صناعية عالمية إلا أنها تفتقد إلى إدارة جوازات. الحال في جوازات الدمام دفع الكثير من سكان الجبيل إلى أخذ إجازات والسفر إلى الخفجي لإنهاء معاملاتهم، ورغم ذلك واجهوا صعوبات ومشاكل كثيرة. ويؤكد أهالي من الجبيل التقت بهم (اليوم) ان جوازات الأجانب في المحافظة لا تؤدي خدمات متكاملة للمراجعين، وتكتفي باستلام طلبات المواطنين وإرسالها إلى الدمام. بندر الأحمد أحد سكان الجبيل الذي تعرض لموقف صعب مع الجوازات، فهو يدرس في الخارج، وقدم للجبيل لقضاء اجازته السنوية، ولكنه تمنى لو أنه لم يأت، فلقد تحولت إجازته إلى معاناة، فقد راجع إدارة جوازات الدمام، ولم يستطع تقديم طلبه، بسبب شدة الزحام، وظل على حاله هذا طوال أيام الإجازة، فهو يذهب للدمام فجرا، و يبقى ينتظر حتى انتهاء الدوام ظهرا والعودة للجبيل، دون إنهاء معاملته، وهكذا استمر به الحال حتى انقضت أيام إجازته. معاناة خالد الحامد كانت أقوى، حيث يقول: راجعت إدارة جوازات الدمام للحصول على الجواز الممغنط، بعد أن اشتريت (الكوبون) المدفوع، الذي يمثل قيمة الجواز (310 ريالات)، ولكن انتهى الدوام وأغلقت الإدارة أبوابها، ولم يحن دوري بعد بسبب الزحام، فاضطررت إلى الاستئذان ليوم آخر، وتكررت نفس المعاناة، ووجدت صعوبة في الخروج، أثناء الدوام بعد ان تكرر استئذاني لنفس العذر، فقررت إنهاء المعاناة بالسفر إلى محافظة الخفجي، لاستخراج الجواز، ظنا مني ان هذا هو الحل، بينما الحقيقة أنه طريق معاناة آخر لي، حيث إن جوازات الخفجي أبلغوني أن (الكوبون) المدفوع الذي اشتريته من إدارة الدمام غير معترف به في الخفجي، وان علي دفع قيمة إصدار الجواز مرة أخرى، حتى يتم إنهاء المعاملة، ولاضطراري لاستخراج الجواز دفعت القيمة مرة أخرى، وليتني لم أفعل، فلقد استلمت الجواز بالفعل، ولكن عندما قررت السفر أبلغني موظف الجوازات بالمركز الحدودي أنه لا يمكنني السفر بهذا الجواز، لأنه مزور أو غير صحيح، لأنه لا يحمل أي ختم رسمي أو توقيع، فاعترضت عليه أنني أصدرته من إدارة الخفجي، وأن هذا الجواز ممغنط، ولا يمكن تزويره دون أي فائدة. لؤي خالد موظف لا يتجاوز راتبه 2000 ريال، فقد راتبه بالكامل بسبب ما خصم منه، أثناء مراجعته الجوازات، فعدم وجود إدارة للجوازات في الجبيل اضطره إلى ان يراجع الدمام، وبالتالي الاستئذان ليوم كامل، لإنهاء المعاملة، وفي ظل هذا الزحام، فإن اليوم لم يكفه لإنهاء معاملته، مما يضطره إلى التغيب عدة أيام أخرى، من دون عذر، فكان الخصم من الراتب. ويطالب سكان الجبيل إدارة الجوازات بوضع حل لمعاناتهم، إما بفتح باب قبول طلبات المواطنين من قبل إدارة الجبيل، أو استقبالها عن طريق مكاتب البريد، حيث أبدى المواطنون استعدادهم لدفع رسوم بريدية لإنهاء المعاملات، تفاديا لكل هذه المشاكل، وحلا لمشكلة الزحام.