يعود تاريخ سوق الخميس الى خمسة قرون مضت، وتحديدا الى بداية ظهور مدينة الاحساء على مسرح التاريخ، وكانت الاحساء. ومنذ نشوئها، تشتهر بكثرة اسواقها الاسبوعية، وكان سوق الخميس أولها وأشهرها. ويعتبر امتدادا للأسواق القديمة الاخرى والتي تباع فيها المنتجات الحديثة، فيتابع المتسوق سيره الى سوقنا هذا ليجد فيه مالا يجده في غيره مما مر به من اسواق. ولم يثبت هذا السوق في مكان واحد وكأنه انسان محب لهذه المدينة التي كان صنوها في النشوء، فضرب اطنابه بداية في المنطقة المتاخمة اليوم لوزارة الزراعة بالقرب من سوق الخضار وانتقل منها الى شارع التجار وكان هذا مع بداية القرن العشرين. ثم ارتحل الى سوق الحراج، ولم يلبث فيه طويلا حتى نقل الى مخطط عين نجم، نزولا عند قرار بلدية الاحساء التي ارتأت له هذا المكان مقاما دائما بعد طول ترحال. الا ان مواطنين رأوا في هذا القرار نوعا من الظلم لسوق الخميس، لأن المكان بعيد عن السكن، وخال من المرافق والخدمات العامة. (اليوم) تجولت في السوق واكتفت بعدد من المتسوقين الذين طرحوا عدة ملاحظات حول صعوبة عملية التسوق في مكان كهذا. مرافق مفقودة يقول عبدالرحمن السعيد وهو احد الباعة: البلدية لم تراع وجود المرافق في السوق، لاسيما وان الباعة والمتسوقين يمضون وقتا طويلا في السوق، لاسيما وان كثيرا من الباعة من كبار السن، اضافة لوجود الاطفال المرافقين لذويهم من المتسوقين. ويضيف: كم كنا سعداء عندما سمعنا بالقرار القاضي بنقل السوق، وظننا ان الامور ستطور الى الافضل وسيكون السوق في مكان تتوافر فيه المرافق والخدمات، جديد الابنية. صحراء وليس سوقا أما ابراهيم النصيحة وهو زميل للسعيد فيقول: ان المكان اصلا رملي وهو الى الصحراء اقرب، فالمواد المعروضة للبيع من خضار وفواكة يملؤها الغبار والرمل الذي يعج بالمكان. ويرى بائع آخر ان البلدية لم تقم بدورها على مايرام من مراقبة العمالة الوافدة اذ يقوم الوافدون ببيع البضاعة ذات الصلاحية المنتهية دون رقيب او حسيب، وهم ينتشرون في كل انحاء السوق دون التواجد في مكان واحد مخصص يستطيع المتسوق مراجعتهم فيه، بشأن البضاعة ان وجد فيها عيبا. حصن أم سوق؟! اما حسين الغريب فيرى ان السور المحيط بالسوق لم يكن كما يراد له وانما كان الى اسوار الحصون اقرب، فلا منافذ او فتحات تصل الخارج بالداخل، فعلى المتسوق ان يسير مسافة طويلة جدا الى ان يجد ثغرة ما يستطيع النفاذ منها الى داخل السوق - الحصن. تأجير المظلات ويشير عبدالرحمن الذكر الله الى انعدام الطرقات داخل السوق من التعبيد والتسوية.. يقول: لك ان تتخيل الحال في ايام المطر أو أيام العجاج، ويقترح أن تقوم البلدية بوضع المظلات وتعبيد السوق وان تؤجر تلك المظلات على الباعة بسعر رمزي. أما المتسوقون فقد استعرضوا مشكلات اخرى، فرأى عبدالرحمن السالم ان التنظيم غير متوافر في السوق.. ويقول: هنا تجد الخضار والمكسرات في مكان واحد ومن المفترض ان يكون السوق اكثر تنظيما، من خلال مسارات وممرات تحدد وتساعد على العبور بين (أروقته). مقارنة بالأسواق الأخرى ويقارن فارس وعبدالله المري حال السوق بالوضع في أسواق الدمام، من حيث جودة تنظيمها ووجود المظلات التي تقي البائع والمتسوق لظى الشمس الحارقة، الأمر الذي يخلو منه سوق الخميس مع انه اعرق من اسواق الدمام تاريخا. وبالمصادفة التقينا بمتسوق بلجيكي الجنسية يدعى فريد عبدالرحمن، والذي قال: ان اسواق الدمام والقطيف افضل تنظيما من هذا (يقصد سوق الخميس)، وتمنى ان يكون الاهتمام بالسوق اكثر من حيث الترتيب والتنظيم. دراسة شاملة ومقابل هذه الآراء والملاحظات، اكد مدير بلدية الأحساء: المهندس فهد الجبير، ان البلدية اعدت دراسة شاملة لكل الأسواق الشعبية في الأحساء، وستقام استنادا اليها منطقة واسعة قرب سوق الخضار لتضم: سوق الخميس وسوق (عيد) وسوق الحراج، وسيكون هذا المكان الواسع مجهزا بكل المرافق العامة وحائزا على نظام متكامل للسلامة العامة. سور يحيط بالسوق