لقد خططت الادارة الامريكية لاحتلال العراق منذ وقت طويل ووقعت اتفاقية مع حكومة بلير اتفاقية سرية للقيام بهذا الاحتلال. ولكن بعد هذا الاحتلال اصبحت الادارة الامريكية تبحث لها عن مخرج يحفظ لها ماء الوجه بعد ان اصر الشعب العراقي وعقد العزم على ان يجد بلاده التي سادها العنف والجريمة والفوضى التي تكاد تكون شبه كاملة في هذا البلد الذي أبتلى بهذا الاحتلال. وكأننا نعيش في القرون الوسطى، الادارة الامريكية دربت الباشمارجا الكردية وقوات بدر واليوم هنالك قوات المهدي كل هذه المليشيات المسلحة تذكرنا بالمليشيات اللبنانية ابان الحرب الاهلية بلبنان.. فالادارة مستعجلة ايما استعجال لانها تشعر بالخطر الداهم عليها ولذلك فانها تخطط لتسليم العراقيين السلطة (الجمل بما حمل) وتتركها في مواجهة مع الشعب العراقي.. انها سوف تتمركز خارج بغداد وخارج المدن العراقية بقواتها وتراقب عن كثب ما يجري لتتدخل مع هذا او مع ذاك ما دام انه يخدم مصالحها. لكن من يعتقد ان قوات الاحتلال الامريكي سوف تنسحب من العراق فانه واهم فهي لم تأت الى العراق ويسقط قتلاها لتخرج منه.. خالية اليدين. هذا هو الواقع الدولي المبني على الطمع والجشع. لكن ارادة الدول العربية والاسلامية سوف يكون لها دور ايجابي في العراق وفي الضغط بأسلوب حضاري على قوات الاحتلال الامريكي. ومن يعتقد من ذوي النفوس اليائسة ان الدول العربية صامتة فهو غارق في سوء الفهم.. فالدول العربية الرئيسية تعمل وتعمل بصمت وبحكمة وعقلانية لخدمة العرب والمسلمين.