يوم الأرض يوم الدفاع عن الوجود، ويوم الالتصاق بالجذور، بالارض، بالتراث بالحضارة بالقيم، بالهوية، يوم اعلان حرية الانسان الفلسطيني وعزته وكرامته وتقديم روحه فداء لارضه السليبة بالرغم من اختلال موازين القوى بينه وبين المحتل، تأتي ذكرى يوم الارض هذه الايام في ظل حرب الاغتيالات والابادة التي يشنها العدو الصهيوني في حملة عملية تطهير عرقي لم يعرف لها التاريخ الحديث مثيلا. قصة الارض هي قصة الشعب المناضل من اجل حقه في البقاء، يوم قاس طويل من تاريخ قاس اطول يتظاهر فيه سنويا اصحاب الارض الشرعيون تذكيرا بخسارة ارض سقط فيها الضحايا من المدافعين عنها احتجاجا على مصادرة عشرات الآلاف من الدونمات من الاراضي في الجليل في فلسطين عام 1976م برصاص الاحتلال وكانوا ستة في سخنين بمنطقة الجليل ماتوا في سبيل الارض وظلت وستظل ارواحهم حية، هذا اليوم مقدس بالنسبة للفلسطينيين في كل مكان حتى في المنافي والشتات، ومنذ ذلك اليوم وحتى يومنا هذا لايزالون يدفعون ارواحهم ثمنا لارضهم ودفاعا عن حريتهم واستقلالهم، موحدين في وحدة وطنية راسخة تجسد عزيمتهم على استمرار الكفاح مؤكدة بثباتها قرب نهاية الاحتلال وقرب ممارسة سيادتها على اراضيها وحقها في تقرير مصيرها واقامة دولتها المستقلة وعاصمتها القدس اصرار نادر على الكفاح معتمد على مخزون نضالي طويل تمتد جذوره في تاريخ الشعب الفلسطيني الى مطلع القرن الماضي ولن توقفه اي ظروف. يوم الارض معلم بارز في حياة نضال شعب صامد اعلن منذ ذلك اليوم تمسكه بارض اجداده وبالحفاظ على هويته، فلم تكن انتفاضة يوم الارض وليدة صدفة ولم تكن الاراضي المصادرة (اكثر من مليون دونم في الجليل والمثلث بالاضافة إلى ملايين الدونمات الاخرى من اراضي الفلسطينيين الذين اضطر اصحابها للهجرة) ولكنها مجمل الوضع المأساوي الذي عاناه ويعانيه الشعب الفلسطيني في ارضه المحتلة منذ ذلك الوقت وحتى اليوم قصة الارض قصة لها جذور والاحتلال لن يطول لان النصر قريب باذن الله ولشهداء الارض الخلود.