يأمل قطاع السياحة الذي يعتبر دعامة الاقتصاد القبرصي في تحقيق طفرة كبيرة مع انضمام الجزيرة الى الاتحاد الاوروبي في الاول من مايو القادم بعد عامين من الكساد النسبي. وقال المحلل الاقتصادي القبرصي اليوناني بامبوس باباجورجيو ان الانضمام الى الاتحاد الاوروبي سيكون له بصورة غير مباشرة انعكاسات ايجابية على السياحة في قبرص التي ستجذب المزيد من السياح بسبب ما ستحققه من استقرار اكبر. ويامل قطاع السياحة في قبرص في تحقيق طفرة سنة 2004 بعد عامين متتاليين من الكساد النسبي مع انخفاض عدد السياح الذين يؤمون الجزيرة. ويقول باباجورجيو انه حدث استثنائي بالنسبة للمجال السياحي ان يشهد عامين سلبيين على التوالي لكن هذا القطاع يبقى من اكبر موارد الناتج القومي حيث يمثل ما بين 15% و20% من اجمالي هذا الناتج. وفي عام 2003 عاش قطاع السياحة في قبرص واحدا من اسوأ الاعوام في تاريخه حيث انخفض رقم الاعمال بنسبة 4ر10 % في حين انخفض عدد الزوار بنسبة 4% ليهبط الى 3ر2 مليون زائر. وفي عام 2001 كان رقم الاعمال السياحي يمثل 22% من اجمالي الناتج القومي للجزيرة مع عائدات قياسية بلغت 54ر2 مليار دولار وعدد زوار قياسي بلغ 69ر2 مليون سائح. لكن منذ ذلك الحين هبطت النسبة الى 15% بعد الضربة التي وجهت الى السياحة بسبب تزايد الخوف من التهديدات الارهابية بعد 11 سبتمبر 2001 والازمة الاقتصادية في اوروبا.الا ان الكثيرين يعتقدون ان دخول الاتحاد الاوروبي سيعطي دفعة للاقتصاد القبرصي كله وليس السياحة فقط. وقال المحلل الاقتصادي ان الانتماء للاسرة الاوروبية الموسعة سيشجع الاستثمار في القطاع الثالث وسيجذب رؤوس الاموال. واضاف ان السياحة لا تمثل مجمل الاقتصاد. لكننا نوليها اهمية اكبر لان القطاع شديد التعرض لعدم لاستقرار خلافا لغيره من القطاعات التي لا تشهد حالات تذبذب كبيرة.الا ان هذا الانضمام الى الاتحاد الاوروبي يثير ايضا مخاوف لانه بموجب اتفاقية شينغن سيتعين على الروس الذين اصبحت الجزيرة مقصدهم المفضل الحصول على تأشيرة دخول ويخشى ان تثني هذه الاجراءات الجديدة هؤلاء السياح المعروفين بكثرة الانفاق. ويوضح باباجورجيو ان الروس ينظرون الى معايير شينغن باستياء مما يهدد بثنيهم عن الحضور للجزيرة. ولذلك تدرس الحكومة عدة سبل لتسهيل اجراءات التأشيرة وجعل الحصول عليها اكثر سهولة بالنسبة للروس. ومن جهة اخرى ولجذب المزيد من السياح سعت قبرص الى تنويع انشطتها مع تشجيع السياحة الزراعية او السياحة الرياضية الى جانب الصيغة التقليدية (شاطىء وبحر). وكثيرا ما تتعرض قبرص للانتقاد باعتبارها مقصدا مكلفا نسبيا لسياحة المجموعات مقارنة بغيرها من الدول السياحية مثل اسبانيا وكرواتيا وتركيا.