يتذكر قليلون أمجاد شنغهاي في العشرينات عندما كانت مدينة مزدهرة على ساحل الصين الشرقي تتربع على عرش التجارة الآسيوية. وكانت هونج كونج وقتئذ مجرد ميناء مهمل. ولكن الحاضر يختلف تماما عن الماضي. تحتل أكبر مدن الصين الان مكانة مختلفة تماما وتتربع المستعمرة البريطانية السابقة على قمة التجارة في آسيا. ولكن شنغهاي نجمة الصين البازغة في القرن الواحد العشرين يمكن ان تقلب الموائد مرة أخرى. ويستحوذ على حكومة شنغهاي هاجس استعادة تاج الملاحة الاسيوية. وفي الميزان تدفق تجاري قيمته تتجاوز 850 مليار دولار بين سادس أكبر اقتصاد عالمي وبقية كوكب الارض حيث تغص موانىء نائية في استراليا والبرازيل وغرب افريقيا ببضائع صينية. قال اكزين يوانو الاستاذ بجامعة جياوتونج كانت شنغهاي خلية ملاحية في الثلاثينات عندما كانت هونج كونج لا شيء. ولا تحتاج هذه المدينة الى أكثر من خمس الى عشر سنوات لتنافس هونج كونج مرة اخرى. ولكن خبراء صناعيين يقولون ان شنغهاي أكثر مدن الصين سكانا ينفصها شيء مهم.. ميناء عميق لينافس هونج كونج. وبالفعل ستبني شنغهاي ميناء بجزر يانجشان في مشروع يتكلف 12 مليار دولار ويحول قرية صيد صغيرة الى ميناء عالمي مساحته 18 كيلومترا مربعا وسعته الملاحية 20 مليون حاوية سنويا بحلول عام 2020. وسيؤدي المشروع الى تشريد أكثر من 1400 عائلة واستصلاح 20 مليون متر مكعب من الارض اي ما يعادل ردم حفرة عمقها نحو كيلومترين واتساعها 100 متر وطولها 100 متر. ويعتزم الصينيون النجاح حيث فشل البريطانيون.قال جانج هيومين نائب الامين العام لحكومة المدينة تتميز شنغهاي بتاريخ غني كميناء دولي. وقد حاول البريطانيون بناء ميناء في يانجشان في القرن التاسع عشر. ومنذئذ أصبحت الصين مصنع العالم واجتذبت شنغهاي استثمارات تبلغ مليارات الدولارات أغلبها من شركات الملاحة في هونج كونج. واصبح خلق سعة جديدة ضخمة أمرا بالغ الاهمية خاصة وان سفنا تنتظر شهرا أحيانا لترسو في مرفأ بيلون بشنغهاي. وحاليا يتضح تصميم شنغهاي على التغيير. ففي جزيرة يانجشان علي مسافة 30 كيلومترا من الاقليم الواقع بأقصى جنوبشنغهاي يعمل مئات من العمال الذين يرتدون خوذات صفراء في مختلف المواقع. قال يانج وهو يردد ما يقوله سكان شنغهاي العشرين مليون: نحتاج الى بناء مرفأ عميق حتى تستطيع المدينة أن تصبح مركزا اقتصاديا وتجاريا وملاحيا عالميا. ويوافق مسؤولون على ان الطريق طويل حتى تتفوق شنغهاي على ميناء بوسان في كوريا الجنوبية كثالث أكثر مواني العالم ازدحاما في 2003. ورغم ذلك لا يزال ميناء هونج كونج بروافعه وابراجه العملاقة ويعمل 24 ساعة يوميا كأكثر مرافىء العالم ازدحاما نافذة الصين المفضلة. ولكي تنجح شنعهاي تلزمها الاموال ومساعدة أجنبية. وتعتزم شركة تشاينا أوشان للملاحة الاشتراك بنسبة 20 في المئة من المرحلة الاولي في بانجشان باستثمارات تبلغ 14 مليار يوان (7ر1 مليار دولار). كما تتنافس في تنفيذ مشروعات ميناء شنغهاي شركات بحرية عملاقة مثل هاتشون أمبوا وهوارف هولدينجز وبسا كورب السنغافورية.