في الحقيقة ان مبادرة الولاياتالمتحدة او مشروعها لشرق اوسط كبير او اصلاحه ليس بجديد فبعد افلام هوليوود التي اجتاحت العالم والوندوز الكمبيوترية والهمبرغر والبيتزا والدونات والمشروبات الغازية وسواها التي قلبت عادات الشعوب وتقاليدها في كل شيء رأسا على عقب كانت تسقط حكومات وتقيم حكومات وتجند عملاء لذلك تحت مسميات وطنية او تخترق اخرى كان يتم كل هذا خلف ستار. اما الآن فوفقا للفلسفة الهوليودية فاللعب سوف يتم على المكشوف وليس اقل ولا اكثر والمطلوب ليس اصلاحا او تغييرا لما كان متبعا في السياسة الامريكية مع شعوب المنطقة وحكوماتها كما هو مطروح وانما في تصوري ان الولاياتالمتحدة التي تملك من مراكز الدراسات والباحثين الذين اشبعوا نفسيات الشعوب العربية بحثا ودراسة بالاضافة لتاريخها سواء الانساني او العقائدي هم يعلمون جيدا ان مشروعهم هذا مرفوض جملة وتفصيلا وانهم لن يستطيعوا تمريره على تلك الشعوب بعد كل تلك القرون من المحاولات لقوى استهدفت هذه المنطقة ومشروعها الحضاري وحتى الساعة لكنهم في مسعاهم هذا يراهنون على اشاعة نوع من الفوضى والبلبلة الفكرية والعقائدية ليستطيعوا الالتفاف بثقافتهم الذرائعية تلك على مصالح العالم خصوصا وهم اكثر الناس معرفة بما وصلت اليه الشعوب العربية من تنام للوعي للمخططات الصهيونية والصحوة لما يمثله الوجود الاسرائيلي من خطر قوي عليها فهذا الوجود حدود مطامعه ليست في فلسطين كما كانت قد ترسخت قناعة لدى بعض العرب لفترة من الزمن ان اسرائيل شأن فلسطيني لاينبغي لجميع العرب ان يتدخلوا فيه وانما هي قوة تسلطية مدمرة تريد السيطرة على العالم وامتصاص مقدراته ومحاربة الاسلام كمشروع حضاري عالمي. لذلك تأتي هذه الوثيقة ليس فقط للالتفاف على مطامح الشعوب وانما لاحتوائها ايضا..