في البداية اود ان استأذنك عزيزي القارئ للتطرق من خلال هذه الزاوية الى مجموعة من المخططات التي يؤمن بها العديد من الدول الرأسمالية وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالامريكية والتي تهدف الى السيطرة الكاملة على اقتصاديات شعوب العالم وعلى رأسها الشعوب الاسلامية وذلك باستخدام كافة الطرق، في الوقت الذي نجد فيه الكثير من الساسة والمحللين العرب ينتظرون المصير الذي ترسمه هذه الدول فدعونا نقرأ أهم هذه المخططات من الناحية الاقتصادية. ان كاتب هذه السطور يعلم كل العلم بان هناك من الأمور الوطنية ما يستحق النقاش والتحليل ولكن ما تمر به المنطقة هذه الايام من تناقضات يجبرنا على الاغتراب قليلا عن ساحة الاعمال المحلية. بدأت تظهر مطامع الدول الرأسمالية جليا بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى بعد ان انكشفت المعاهدات السرية بين الدول المتحاربة والتي وصفها الرئيس الامريكي آنذاك ودرو ولسن ب(البشعة) وتحت تأثير ما احدثه الكشف عن هذه المعاهدات السرية والمطامع الرأسمالية غير الانسانية باقتسام الغنائم السكانية والاقليمية فقال (ان امريكا هي الدولة الوحيدة خالية الاغراض في الشرق الاوسط) كما اشار الرئيس الامريكي الى ان (الحصار يعني تجويع الشعب، وهو يعني ايضا دفع الشعب الى التمرد على فارضي الحصار). وها هوالرئيس الفرنسي آنذاك كليمانصو يقول (لقد تغلبنا على المانيا وهي الاقوى منا، وعلينا الان ان ننهض بالمانيا ونحن الاقوى منها) وبعدها اتفق رؤساء فرنساوبريطانياوامريكا على عدم فرض العقوبات على المانيا مهما كانت خسائر الحرب ولا يجوز معاقبة الشعب بتجويعه. كلام جميل.. أليس كذلك؟ ولكن لا ينطبق على امة محمد صلى الله عليه وسلم. اننا في هذه الزاوية سنستخدم الاسلوب التحليلي البعيد عن العاطفة العقائدية او الانتماء الوطني لنضع بين يدي القارئ الكريم ما بلغه عالم اليوم من اغتصاب وتعد وطغيان على الشعوب الاسلامية والعربية من اجل مطامع بشعة كما يراها ودرو ولسن، واننا اذ نسأل الله ان تعيش جميع شعوب العالم في جو من الأمن والأمان والاستقرار كل حسب معتقده وديانته فكما قال الله عز وجل (لكم دينكم ولي دين). نحن نعلم ان اغلب الدول العربية كانت تخضع للاستعمار الغربي، فتحررت منه بعد ان فقدت الكثير من ابنائها الذين راحوا فداء للدين والوطن والحرية، ونحن نقول لهم ان الاستعمار لا يعرف اليأس ولديه من الخطط الاستراتيجية ما يضمن له السيطرة التامة، فعلى سبيل المثال بريطانيا تترك المنطقة العربية ولكن بعد ان زرعت الكيان الصهيوني الذي لا يعرف الا الاضطهاد والظلم والقتل والتشريد. كما ان الدول الرأسمالية لاتعترف بالمصالح المشتركة بين الدول وانما السيطرة الكاملة على ممتلكات الشعوب من خلال القوة العسكرية والسياسية والاقتصادية. فالى حلقة اخرى ان شاء الله.