يسعى لبنان الذي اشتهر عبر السنوات بين العرب بوصفه وجهة للسياحة الترفيهية القادمة من مختلف الدول العربية وخاصة الخليجية منها الى ترسيخ موقعه كمقصد للسياحة العلاجية من خلال مبادرة طموحة مشتركة بين الحكومة والقطاع الخاص. وقال الدكتور وسام عيسى الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية لانماء السياحة الصحية في لبنان ومستشار وزير الصحة اللبناني ان المبادرة تكتسب بعدا هاما في ضوء الجهود الحكومية الرامية لدفع عجلة الاقتصاد الوطني اللبناني من خلال استقطاب اكبر قدر ممكن من الزائرين للدولة بغرض الاستشفاء والنقاهة. واشار في مؤتمر صحفي في دبي الى ان لبنان يمتلك كافة مقومات السياحة العلاجية من حيث عدد المستشفيات الذي يبلغ 161 مستشفى منها سبعة مستشفيات جامعية تحتوي على 15 الف سرير بالاضافة الى 13 الف غرفة فندقية وعدد كبير من الشقق السكنية. وقال عيسى ان معدل الاقامة السنوية في المستشفيات اللبنانية لا يتجاوز 60 في المئة مما يعني انه يوجد مجال لاستيعاب اعداد كبيرة من طالبي السياحة العلاجية من مختلف الدول العربية. وحصل نحو 48 مستشفى لبنانيا على تصنيف عالمي. ولم يحدد المسؤول عدد الاشخاص المستهدف استقطابهم سنويا من خلال الخطة الا انه قال يمكن ان اعطيك مثالا واحدا هو ان المستشفيات الاردنية استقبلت خلال عام نحو 97 الف مريض من اليمن وحده ويمكن ان تقيس على ذلك. وقال لبنان يتمتع بموقع جغرافي فريد عند ملتقى الطرق المؤدية الى منطقة الشرق الاوسط واوروبا بالاضافة الى تمتعه بالمناظر الطبيعية الخلابة والبنية التحتية اللازمة لتوفير خدمات الاستشفاء وهو ما ساهم في تعزيز مكانته كمقصد مثالي للسياحة الصحية واجازات النقاهة وردا على سؤال حول الاستثمارات التي تخطط الحكومة لانفاقها على البرنامج من حيث تطوير المنشآت السياحية والعلاجية الاخرى قال عيسى لبنان بما يمتلك من منشآت سياحية وعلاجية حاليا مؤهل تماما لاستقطاب الاف السياح مع العلم ان نحو نصف السياح الذين يأتون من منطقة الخليج لديهم بيوتهم التي يملكونها في لبنان ولا يحتاجون الى مرافق سياحية. واشار خليل ملاعب مدير احدي الشركات المتخصصة في ادارة البرامج السياحية العلاجية الذي تحدث خلال المؤتمر الصحفي الى ان لبنان يمكن ان يقدم حزمة واسعة من التخصصات الطبية لطالبي العلاج. وقال ان الحزمة تشمل تشخيص امراض القلب والتقنيات الجراحية والعلاجية وتقنيات التدخل الجراحي لعلاج امراض القلب وعمليات التجميل وتخفيف الوزن والسرطان وزراعة الكلية والكبد والعلاج الفيزيائي وامراض الاطفال وغيرها. واضاف يستمتع السياح عادة بالتراث التاريخي والثقافي العريق للبنان الى جانب حصولهم على افضل خدمات الاستشفاء والعلاج حيث يبلغ عدد الاطباء المؤهلين في لبنان نحو 10500 طبيب يحمل نحو 85 في المئة منهم شهادات تخصص من الجامعات الامريكية والاوروبية ولديهم وثائق تخولهم العمل في اوروبا والولايات المتحدةالامريكية. وقال غسان العريضي مدير عام شركة سياحة انه يتم العمل على تقديم عروض محددة للراغبين في السياحة العلاجية في لبنان تتضمن الحجز في المستشفى التخصصي المطلوب وكلفة العلاج ومدته وكذلك كلفة الاقامة مع اجور تذاكر الطائرة وكل ما يختص بالزيارة بحيث يعرف الزائر ما يتوجب عليه دفعه سلفا وقبل ان يسافر. اضاف تتضمن الخطة ايضا تنظيم جولات ورحلات سياحية للعملاء الذين يحجزون رحلاتهم العلاجية لاتاحة الفرصة لهم بالاستمتاع بالطبيعة الغنية للبنان وتراثه الثقافي والحضاري وبمناخه المتميز على مدار العام.