تحوَّلت العيون الحارة بمحافظة العارضة بمنطقة جازان، التي تملكها شركة جازان للسياحة، وتشرف عليها أمانة جازان، من مقصد للاستشفاء إلى منبع للأمراض الجلدية، التي تهدد قاصديها من مناطق السعودية كافة بغرض الاستشفاء من الأمراض الجلدية والروماتيزم. وتشتهر منطقة جازان بوجود عدد من العيون الحارة فيها، التي تشتهر بحرارة عيونها ومنابعها الكبريتية الحارة، خاصة في القطاع الجبلي الشرقي، والتي تأتي إليها أعداد هائلة من أبناء السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي بهدف الاستشفاء بها؛ كون المياه التي تتكون منها مياهاً كبريتية، تساهم في علاج العديد من الأمراض الجلدية، وإضافة إلى أنها مراكز علاج طبيعية فهي أيضاً مواقع سياحية مهمة وثروة طبيعية من ثروات المنطقة الطبيعية، التي تستفيد منها مختلف المجالات، خاصة السياحية.
إهمال وتلوث وأكد عددٌ من زوَّار العين الحارة بالعارضة ل"سبق" أن ما شاهدوه في هذه العين من إهمال واضح للجميع لا يخفى على أحد؛ فقد أصبحت ناقلاً أساسياً للأمراض والأوبئة. وقد رصدت "سبق" الزائر سالم السريع، الذي قَدِم من جدة، وهو يحذِّر طفله الذي جاء لعلاجه من العين الحارة من الاقتراب منها؛ كونها مليئة بالحشرات والطحالب؛ حيث قال: للأسف قَدِمت من أجل علاج طفلي، الذي يعاني التهابات جلدية، لكن بعد أن وجدت هذه الحشرات والطحالب لن أترك قطرة من هذه العين تلامس جسد طفلي.
وقال محمد الحربي: العين يتوافد عليها المواطنون من داخل المنطقة وخارجها؛ وذلك للاستمتاع بمياهها الجوفية الحارة، والاستفادة من تأثيرها العلاجي والاستشفائي من بعض الأمراض؛ لما تحويه من مياه معدنية؛ فلماذا لا يُعاد تأسيسها؛ كونها أحد المعالم السياحية المهمة في المنطقة؟ وقال إبراهيم الشيخ: في كل زيارة لتلك العين أجدها تتراجع للأسوأ؛ حيث لا يتم الاهتمام بها من خلال وجود أماكن مخصصة للنساء والرجال كما هو في العيون الأخرى.
رأي الخبراء من جهته أكد خبير سياحة الاستشفاء رئيس جمعية منتجات الاستشفاء التركية، الدكتور زكي كارقول، أثناء زيارته العين الحارة بالعارضة مع جولة "سبق" الصحفية، أن العين تحتاج إلى تهيئتها من خلال معالجتها، وتوفير منشآت ذات جودة عالية، مع أهمية وجود كفاءات قادرة على الإدارة، وبمواصفات قياسية للعمل في تلك المنشآت. وطالب الهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة جازان بالعمل مع القطاع الخاص والجهات الحكومية الأخرى لتنمية سياحة الاستشفاء، وتحفيز الاستثمار بإنشاء عددٍ من المراكز، خاصة أن المنطقة لديها عديدٌ من المقومات الطبيعية المناسبة جداً لسياحة الاستشفاء، كالمياه الحارة والمياه التي تحتوي على معادن صحية والرمال ومياه البحر الأحمر والرماد البركاني. وأضاف بأن تلك العين قديماً كانت تُستخدم في علاج بعض الأمراض. وأشار كارقول إلى أن الاستثمار في مجال سياحة الاستشفاء مأمون الجانب مع وجود نسبة مرتفعة من طالبي الخدمات الاستشفائية، مدللاً على ذلك بأنه خبير في هذا المجال منذ أكثر من 30 عاماً، وخلال تلك الفترة لم يجد أي شركة أو جهة تعمل بسياحة الاستشفاء خسرت أو أغلقت مشروعها. وأكد أن نجاح وتميز بعض الدول عالمياً في سياحة الاستشفاء، خاصة تركيا، يعودان لأسباب عدة، منها إدراج العلاج الاستشفائي ضمن تغطية شركات التأمين، وربطها بالمستشفيات المتخصّصة، وإقامة ملتقى ومعرض سنوي متخصّص في مجال السياحة العلاجية، وإعطاء شهادات علمية لتلك المنتجعات، مع منح دورات تعليمية وتأهيلية للعاملين في هذا المجال.
توجيهات الأمير محمد وكان أمير منطقة جازان، الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، قد وجَّه منذ عام أمانة المنطقة بتطوير موقع العين الحارة بمحافظة العارضة، وتوفير الخدمات الحيوية كافة، والاهتمام بصيانتها دورياً؛ لتكون مهيأة لاستقبال الأعداد الكبيرة من الزوَّار من داخل السعودية وخارجها. وبعد مرور عام من توجيه أمير المنطقة "سبق" تنقل لكم الحقيقة بالصورة.