شهد قطاع غزة في الآونة الأخيرة حملة شرسة يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد تنظيم "جيش الإسلام" الفصيل الفلسطيني الذي شارك في اختطاف الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليط خلال عملية "الوهم المتبدد" في 25 يونيو / حزيران 2006، وقد بدأت إسرائيل حملتها باغتيال ناشط في جيش الاسلام قبل نحو أسبوعين لتكملها أول من أمس باغتيال شقيقين من قيادات التنظيم. فقد استهدفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، سيارة مدنية من نوع "سوبارو" على مفترق الشعبية غرب مدينة غزة، ما أدى الى استشهاد مواطنين اثنين وإصابة آخرين بجروح بالغة الخطورة. ووفقاً لما رواه شهود عيان في المكان فأن انفجاراً مروعاً وقع عندما قامت طائرة حربية إسرائيلية بإطلاق صاروخ على الأقل باتجاه السيارة المذكورة. وأعلنت مصادر فلسطينية أمنية أن الشهيدين هما محمد واسلام محمد ياسين، وهما من سكان معسكر جباليا للاجئين، وينتميان لتنظيم "جيش الإسلام". من جانبه أكد الناطق باسم جيش الاحتلال بان سلاح الجو الإسرائيلي وبالتعاون مع جهاز الشاباك اغتالا ناشط من جيش الإسلام، محمد ياسين الذي تعتبره "إسرائيل" اليد اليمني لممتاز دغمش، زاعماً أن ياسين يخطط لخطف إسرائيليين في سيناء. من جانب آخر أكد مسؤول امني إسرائيلي في حديث للإذاعة الإسرائيلية أن سلاح الجو هو من استهدف ابن عم الشيخ احمد ياسين (محمد ياسين) الذي اغتالته إسرائيل عام 2004 وهو ناشط في "جيش الإسلام" المقرب من القاعدة. ووفقاً للمسؤول الأمني، فإن محمود ياسين يعتبر ناشطاً مقاوماً شن هجمات ضد (إسرائيل) حيث تم جمع معلومات استخباراتية حول محمد ياسين بسبب علاقته بما أسماه "الإرهاب". وعلى ضوء عملية الاغتيال، رفع الجيش حالة التأهب في الكيبوتسات المجاورة لقطاع غزة وفي المواقع العسكرية القريبة من القطاع. من جهتها زعمت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس أن هناك عملية إسرائيلية مصرية مشتركة تجرى من وراء الكواليس للقضاء على قيادات تنظيم جيش الإسلام الذي يتخذ من قطاع غزة معقلا له وذلك لإحباط الاعتداء الذي يخطط له التنظيم لاستهداف السياح الإسرائيليين في شبة جزيرة سيناء. وقالت الإذاعة في تقرير لها أن (إسرائيل) أبلغت قبل أسابيع المخابرات المصرية بخروج اثنين من عناصر (جيش الإسلام) من القطاع إلى سيناء للإعداد للاعتداء المذكور ما حدا بقوى الأمن المصرية إلى إطلاق حملة للقبض عليهما تم خلالها اعتقال عشرات الفلسطينيين المقيمين في شمال سيناء خاصة في رفح المصرية والعريش، وربطت إذاعة جيش الاحتلال بين الحملة التي تشنها القوات المصرية وعملية تصفية ناشطي جيش الإسلام بغزة وهما محمد النمنم ومحمد ياسين. ونقلت الإذاعة عن مصادر مصرية قولها "إن نشاطات بعض الجماعات الفلسطينية سواء في غزة أو في سيناء صارت تهدد الأمن القومي المصري ". إلى ذلك أكد العميد إيال إيزنبرغ قائد تشكيلة غزة السابق في جيش الاحتلال الإسرائيلي أن الصدام العسكري مع حركة حماس في قطاع غزة مجددا أمر حتمي. ونقلت الإذاعة العبرية عن إيزنبرغ قوله أن قيادة تشكيلة غزة يتجهزون لحالة تصعيد متوقعة موضحا "إننا نتحدث عن صراع بين إرادتنا القوية للتوصل إلى سلام وإنهاء الصراع وإرادة حماس التي تسعى للتصعيد وإفشال أي محاولة للتوصل إلى سلام مع جيراننا, وهذا الأمر سيقود حتما إلى التصعيد المستقبلي معها".