تشهد أستراليا جدلا سياسيا متزايدا بسبب التصريحات التي أدلى بها زعيم المعارضة مارك لاثام التي قال فيها انه اذا فاز في الانتخابات المقبلة فإنه سيسحب القوات الاسترالية الموجودة في العراق بعد تشكيل حكومة في يونيو المقبل. وكان لاثام قد اقترح في وقت سابق سحب القوات الاسترالية في ديسمبر المقبل. ووصف رئيس الوزراء الاسترالي جون هاورد تصريحات زعيم المعارضة بأنها مخيبة للآمال وقال انها توجه رسالة خاطئة الى من سماهم بالجماعات المسلحة في العراق وإلى حلفاء استراليا. كما وصف السفير الامريكي لدى استراليا توم شيفر هذه التصريحات بأنها مقلقة للغاية. وكانت لجنة برلمانية استرالية قد قامت بالتحقيق في المعلومات الاستخباراتية التي اعتمد عليها رئيس الوزراء جون هوارد في تبرير ارسال أكثر من 2000 من أفراد القوات المسلحة الاسترالية الى العراق. وقد استمعت لجنة التحقيق البرلمانية الى المحلل العسكري السابق في الاستخبارات الاسترالية، اندرو ويلكي، الذي قال إن الحكومة الاسترالية بالغت في حجم التهديد الذي تمثله الأسلحة العراقية. جدير بالذكر أن مخاوف تدور في استراليا، كما هو الحال في الولاياتالمتحدة وبريطانيا، من أن تكون المعلومات الاستخبارية التي استخدمت لشن الحرب على العراق خاصة ما يتعلق منها بأسلحة الدمار الشامل قد تعرضت للتلاعب. وصرح ويلكي الذي استقال من منصبه احتجاجا على شن الحرب على العراق، للجنة التحقيقات بأن الحكومة الاسترالية تلاعبت في المعلومات الاستخباراتية بما يتفق مع أهدافها السياسية. وأضاف خلال التحقيقات: كانت المبالغة كبيرة جدا في بعض الأحيان، لقد كان تضليلا واضحا، حيث خرجت المعلومات مباشرة من مكتب التقييمات الوطني إلى مكتب رئيس الوزراء. وهناك حدث التلاعب، ويحتمل أن يكون ذلك قد حدث في مكان ما هناك.