في الآية (179) من سورة الأعراف عن حال أهل النار.. يقول تعالى: (ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لايفقهون بها ولهم اعين لايبصرون بها ولهم آذان لايسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون).. لاجرم ان الله جعل الكافرين وقودا للنار وحطبا لجهنم وشبههم بالأنعام التي لاتفقه ما يقال لها ولاتفهم ما ابصرته لما يصلح ومالا يصلح ولاتعقل بقلوبها الخير من الشر فتميز بينهما فشبههم الله بها.. فهم لا حظ لهم من عقولهم ومشاعرهم الا في استعمالها للعيش في هذه الدنيا.. قال عليه السلام: (ان الله خلق الجنة وخلق لها اهلا وهم في اصلاب آبائهم وخلق النار وخلق لها اهلا وهم في اصلاب آبائهم..). وفي المعنى انهم لا يستفيدون من جوارحهم التي جعلها الله سببا في الهداية، ووصفهم كالأنعام لانها قد لاتستجيب لراعيها اذا زجرها وان لم تفقه كلامه بخلاف هؤلاء..!! وفي سورة يونس في الآية (24) عن زهرة الحياة الدنيا يقول الحق تبارك وتعالى: (انما مثل الحياة الدنيا كماء انزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى اذا أخذت الارض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا او نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس).. ضرب الله المثل لزهرة الحياة الدنيا وزينتها وسرعة انقضائها وزوالها بالنبات الخارج من الأرض بماء السماء مما يأكله الناس من زروع وثمار منوعة، وما تأكله الانعام من أب وقضب وغير ذلك.. جاء عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: (خرج علينا رسول الله يوما فقال اني رأيت في المنام كأن جبريل عند رأسي وميكائيل عند رجلي يقول احدهما لصاحبه.. اضرب له مثلا.. فقال.. اسمع سمعت اذنك واعقل عقل قلبك انما مثلك ومثل امتك كمثل ملك اتخذ دارا ثم بنى فيها بيتا ثم جعل فيها مأدبة ثم بعث رسولا يدعو الناس الى طعامه فمنهم من اجاب الرسول ومنهم من تركه.. فالله الملك والدار الاسلام والبيت الجنة وانت يا محمد الرسول، فمن اجابك دخل الاسلام ومن دخل الاسلام دخل الجنة ومن دخل الجنة أكل منها).. رواه ابن جرير.. @ عفاف عايش حسين كاتبة وتربوية