لاتزال التهديدات تتصاعد بعد اغتيال الشهيد الشيخ أحمد ياسين من الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، فبعد ساعات من تلك الجريمة الشنعاء اعلن أكثر من مسؤول في حركة حماس ان رأس شارون سيكون ثمنا لاغتيال الشيخ ياسين، بينما هددت اسرائيل بأنها في طريقها لاغتيال ثمانية من قادة حماس، وقبل هذا التهديد توعد شارون بان عرفات سيكون على رأس قائمة المستهدفين، بما يدل بكل وضوح على ان انهارا من الدماء سوف تسيل من الطرفين، وان عملية السلام في المنطقة تكاد تذهب أدراج الرياح، لاسيما بعد ان افشلت الادارة الامريكية مشروع بيان لمجلس الأمن يدين عملية اغتيال الشيخ ياسين، وبعد ان اكد بوش رد فعله على العملية بأن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، ويبدو ان دوامة صاخبة من العنف والعنف المضاد سوف تدور رحاها في الاراضي الفلسطينيةالمحتلة وفي قلب المدن الاسرائيلية، وستغدو المنطقة كلها معرضة لاضطرابات سوف تفقد معها الأمل في الاستقرار الذي كانت تنشده دولها مع ظهور واعلان خطة خارطة الطريق الرباعية التي يبدو بوضوح أن مفاصلها قد تخلخلت بعد اغتيال الشيخ ياسين واصبح الحديث عن السلام ممجوجا في ظل التهديدات المتصاعدة من الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي، بل انه لم يعد الخيار الوحيد أمام الفلسطينيين قياسا بأفاعيل شارون الدموية التي ادت الى سقوط آخر ورقة من أوراق الزيتون التي كان يتمسك بها ابناء شعب فلسطين بقوة، ويخطىء شارون في تقدير حساباته من جديد حينما يعلن ان عمليات الاغتيال سوف تتواصل الى ان يتم القضاء على قادة حركة حماس السياسيين والعسكريين عن بكرة ابيهم، وهو اعلان يؤكد افلاسه السياسي منذ ان تولى سدة الرئاسة في الحكومة الاسرائيلية الحالية الغارقة في أمواج التطرف والارهاب، وقد حان الوقت لعقلاء العالم ومتزنيه بما فيهم عقلاء اسرائيل لكبح جماح شارون وايقافه عن ممارسة سياسته الدموية ضد الشعب الفلسطيني والا فان الدولة العبرية ستكون هي الخاسرة في نهاية المطاف فقد اعلن الفلسطينيون حربهم المفتوحة ضد شارون وسياسة حكومته الطائشة، ولن تنعم اسرائيل بالأمن ما دامت تحرمه على شعب فلسطين، وسوف تشهد الأيام القريبة القادمة سلسلة من أعمال العنف في فلسطينالمحتلة وفي قلب تل ابيب، وسوف تعود النظرية العقلانية الراجحة في ضوء غياب الحل السياسي للظهور وفحواها بأن ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة.