اغتيال الشهيد الشيخ أحمد ياسين لن يؤدي الى ايقاف الانتفاضة الفلسطينية كما يتوهم شارون بل سيؤدي الى أمرين كلاهما خطير على استقرار وأمن الأراضي الفلسطينية واسرائيل على حد سواء الأول ان الانتفاضة ستزداد توهجا بما يعني اراقة مزيد من الدماء من الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي واطالة امد الأمن المزعوم الذي طالما تعهد شارون بمنحه لشعب اسرائيل الى اجل غير معلوم، ولن يتمكن الجدار العنصري العازل من تحقيق ذلك التعهد، فأيدي الفدائيين قادرة على الوصول الى أي مكان في عمق الدولة العبرية، اما الأمر الآخر فهو ان الاغتيال ادى الى سقوط آخر ورقة زيتون خضراء من اليد الفلسطينية حيث ضرب شارون بجريمته النكراء تلك آخر مسمار في نعش عملية السلام، واضحى الحديث عن تلك العملية اليوم حديثا فارغا وهرطقة غير مجدية، فاغتيال الشهيد يمثل هدفا اسرائيليا واضحا لاجهاض تلك العملية واصابتها في مقتل، بل ان الاغتيال في حد ذاته يمثل في ذات الوقت رسالة واضحة بأن اعادة احياء عملية السلام في الشرق الأوسط ذهبت في مهب الريح، وإزاء الوضع الخطير الراهن فليس ثمة حلول منطقية وراجحة الا بتدخل الدول الكبرى، وقد شجبت عملية اغتيال الشهيد وهي صاحبة العضوية الدائمة بمجلس الأمن وصاحبة القرارات الدولية النافذة بشكل مباشر بوضع قوات من طرفها في الأراضي الفلسطينية المحتلة للفصل من ناحية ولردع اسرائيل من ارتكاب حماقات جديدة ضد الزعماء الفلسطينيين، وبدون هذا التدخل فان اسرائيل سوف تستمر في ممارسة اعتداءاتها وجرائمها المنافية لكل الأعراف والقوانين والمواثيق والأديان والقواعد الدولية والإنسانية ضد الشعب الفلسطيني، وهذا أمر خطير سوف يؤدي الى عواقب وخيمة قد تطال دول المنطقة بأسرها، ولا يختلف اثنان على أن الأمور متأججة للغاية بعد عملية الاغتيال السافرة، ومن الصعب التكهن بما سوف تؤول إليه الأمور في ظل التعسف الاسرائيلي القائم، فحماية الدول الكبرى للشعب الفلسطيني وايقاف العدوان عليه هو مطلب إنساني ملح لابد أن تتحرك تلك الدول لتحمل مسؤولياته، فقد بلغ السيل الزبى، وما عاد العالم يطيق استهتار اسرائيل بأرواح البشر وتلاعبها بالقرارات الدولية ومواثيق الأممالمتحدة المرعية.