كم هي كثيرة تلك التوقعات والتنظيرات خصوصا في ميدان حقوق الانسان منقولة من افواه واقلام الكتاب، وعقولنا بين اقلامهم وافواههم كلعبة في مهب الريح تركلها الارجل وتتقاذفها الأيدي ثم تكبل بسلاسل التجهيل والقمع. نعم.. كثيرة هي التوقعات فيما سيحدثه الامريكان لهذه الحقوق في العراق وايران والخليج وسوريا.. وكأن الاجنبي بيده العصا السحرية للتغيير. ان الاحتلال الاجنبي يستغل تذمر بعض الفئات غير المسؤولة في تلك المناطق للتدخل في شؤون مجتمعاتها لصالحه.. فالأجنبي ليس جمعية خيرية توزع الحريات بالمجان على الشعوب. ان ظاهرة صدام يجب ان تدرس بعمق، فاعلامه كان يبث القرآن الكريم في كل يوم ويشتم اسرائيل في كل حين ويدعم الانتفاضة بحماس ويساند المتطرفين وفي المقابل كان يقتل الانسان.. قتل عقله، قتل حريته، وكرامته، سحق أقدس القيم وأثمنها. ومع كل هذا الاجرام يأتي عبدالباري عطوان والنفيسي كل بطريقته لينظرا لنا في مختلف الأمور.. ثم أليس لصدام هذا صور متكررة على امتداد الوطن العربي والاسلامي؟ فقد سبقنا نعجة دولي بسنين طويلة في استنساخ الطغاة. عجيب أمر هذا المفصل المفقود بين النظرية والتطبيق بين الفكر والقرار بين القول والفعل في حياتنا.. لماذا يفوتنا تركيب القناة الواصلة بين الأمل والعمل؟ لماذا نبقى مراوحين بين ما نقول وما لا نفعل في تناقض وفصام مهلك. وأنا أسأل هنا: لماذا يبقى العرب والمسلمون هكذا متجمدين على ضفاف الامل الى ان يذبل!!!! إن الأمل يذبل في عقول الناس كما تذبل الاجسام عند نقصان الماء فيها فارتواء العقول وتحويلها الامل الى عمل ينشط في أجواء الحريات الصحيحة. @@ احمد البحراني