عزيزي رئيس التحرير تقارير ومقالات واراء قرأناها خلال شهور مضت حول برنامج تليفزيوني عنوانه مناقض تماما لفحواه فليس فيه من معاني الستر الا بقدر ما يفهمه أقل البشر حياء وحبا للفضيحة وليس فيه لباحث عن نجم يهتدي به الا الضلال كمن يهتدي بنجم السها في سماء غائمة وليس فيه من العلوم الا ما ضره اقرب من نفعه. اننا لا نحتاج الى بيان مافيه من اخطاء واخطار فهي اوضح من الشمس في رابعة النهار وانظر الى تعليقات الصغار عندما يشاهدون مثل هذه البرامج فهي تغنيك عن كل كلام ونصح. دعونا نركز على الحل وليس على المشكلة فالقنوات التي تبث مثل هذه البرامج باللغة العربية الممسوخة لن تتوقف والقائمون عليها يرون انهم احرار فيما يبثون (والذي لايريد ان يسمع يسد اذانه) والاعراف والقيم والقوانين التي تحكمنا تختلف تماما عما يدينون به هم وكل له فكره وفهمه اذا لماذا لانوفر النصح ولا ثمة متلق له فالدين والاخلاق (كما نفهمهما) والحياء (كما نفهمه نحن) كلمات لا توجد في قواميسهم ابدا. وايضا شبابنا الذين يكيلون المكالمات لهم ويعكفون على متابعة مثل هذه البرامج لن يتوقفوا عن فعل ذلك وقد اثبتت الجمل الانشائية عجزها عن ردعهم وجعلهم يفكرون بشكل صحيح ولن يفتأوا عن تلقي كل ما تتكرم به هذه القنوات من سهرات واكاديميات لتفعل فعلها في نفوس الصغار قبل الكبار ولسان حالها يقول كما قال قيس: ==1== فان تمنعوا ليلى وتحموا بلادها==0== ==0==علي فلن تحموا علي القوافيا==2== قد يزعج هذا الكلام البعض اذ يرى فيه عجزا واستسلاما للفكر الهادم للقيم والمبادئ والاعراف ولكن هو ما حكاه الواقع قبل كاتبه. اذا دعونا نستثير الحلول في عقولنا بدلا من الجعجعة التي لاطحن بعدها غالبا في بذل النصح لمن لا يسمع له من اصحاب تلك القنوات اذ هو ضد افكاره وحريته وجيبه واذا هو في غنى عن نصح يضره.. الحل ياسادة كما يمليه المنطق البسيط وليس الافلاطوني هو ايجاد البديل او الاعلام المضاد، ولقد بدأت والحمدلله بعض قنواتنا تدخل خضم بحار المنافسة الاعلامية ولكن في مجالات اخرى، اما القنوات المتخصصة بالبرامج الترفيهية والموجهة للشباب فهي عديمة الوجود وان وجدت فهي عديمة الفائدة. الشاب يريد ان يرى من هو على شاكلته يقدم البرنامج فلننظر الى الشريحة الكبرى من شبابنا ونقدم لهم نموذجا يمثلهم ولكن بالشكل اللائق ليوصل فكرنا السليم اليهم والا فلن ننافس العجرميات ابدا. ماذا يريد ان يشاهد الشاب او الفتاة على الشاشة لينصرف عن متابعة تلك البرامج؟ سؤال هل فكرنا فيه او في الاجابة عنه باستفتاء صغير؟ طبعا نحن لا نتحدث عن القنوات التليفزيونية الرسمية فهذه موجهة للجميع ولها ضوابط لكننا نتكلم عن قنوات متخصصة في الترفيه الصحيح السليم الذي يبعدها عما يسمم الافكار ويغلف القلوب بالران. الى القادرين على انشاء قنوات متخصصة في الترفيه الذي يناسب مجتمعنا نقول انه مشروع ذو جدوى اقتصادية في الدنيا والآخرة فلنفكر فيه، فبه ستصنعون لنا اكاديمياتنا ونجومنا كما نتمناهم. @@ المهندس/ ممدوح محمد بن شمسة