قال مندوب المملكة الدائم لدى المقر الاوروبى للامم المتحدة فى جنيف الدكتور عبدالوهاب بن عبدالسلام عطار: ان عملية السلام فى الشرق الاوسط تتطلع الى ترجمة واقعية للارادة السياسية الصادقة فى تمكين الشعب الفلسطينى من حقوقه. جاء ذلك فى كلمة القاها باسم المجموعة العربية خلال انعقاد لجنة حقوق الانسان الدولية المجتمعة فى جنيف.. وفيما يلى نصها: سيدى الرئيس.. بداية يتقدم وفد بلادى مجددا لكم بالتهنئة متمنيا لدورتنا هذه برئاستكم كل النجاح والتوفيق ونعدكم بتقديم الدعم لكم شخصيا ولمكتبكم متى طلب منا ذلك لانجاز المهام الواقعة على عاتق لجنتنا هذه بيسر ووفاق ، لازالت القضية الفلسطينية تشغل حيزا من اعمال دورات لجنتنا هذه وكان يراودنا امل بان ما سيصدر عن لجنتنا هذه من قرارات تخص الشأن الفلسطيني ستخفف متى طبقت عمليا من هول ما يتعرض له الشعب الفلسطيني بشكل يومي تحت وطأة الاحتلال بحيث حرم من اهم الحقوق التى اقرتها له الشرعية الدولية فى اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. ان فى اقامة جدار الفصل العنصري الذى تشيده اسرائيل حاليا على اراض فلسطينية اغتصبت بالقوة على مرأى ومسمع من الجميع يعكس بشكل جلي مدى الانتهاكات التى ترتكبها حكومة اسرائيل والنوايا التوسيعية لها ويزيد هذه القضية التى طالما ناقشناها بشكل مستفيض فى المحافل الدولي ولجنتنا هذه خلال عقود مضت تعقيدا. ان فى محاولات اسرائيل حرمان الشعب الفلسطينى من حقه فى تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة بتنفيذ خطة الفصل الاحادي على اساس الحدود التى يرسمها الجدار الفاصل الذى يشيد بعمق داخل الاراضي الفلسطينية بشكل يفصل بين القرى الفلسطينية والاراضى الزراعية وجميع الخدمات الاولية كالتعليم والصحة يعد انتهاكا للحق فى الحياة والتعليم والصحة بل وقبل كل شيء يعد استخفافا بقرارى مجلس الامن رقم 243 و 238 وقرارى الجمعية العامة رقم 181 و 194 هذا اذا اضيفت قرارات لجنتنا هذه على مدى السنوات الماضية. إن فى محاولات اسرائيل تجاهل قرارات الشرعية الدولية واحكام اتفاقية جنيف الرابعة التى تحدد بوضوح مسؤولية سلطات الاحتلال على المدنيين واستمرارها فى قتل الابرياء من المدنيين بمن فيهم الاطفال وهدم المنازل وسلب ممتلكاتهم وقلع بساتينهم لن تحيد الشعب الفلسطينى عن حقه فى اقامة دولته ذات كيان سيادى مستقل وفق ما اقرته له الشرعية الدولية وان اى محاولة من جانب اسرائيل للحيلولة دون تمكين الشعب الفلسطينى للوصول الى هذا الحق ستبوء بالفشل اذا اخذنا جميعا بعين الاعتبار ان كفاح الشعب الفلسطينى وجهوده فى اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وايمانه بحقوقه كاملة غير منقولة وفق ما جاء فى القرارين التاريخيين لمجلس الامن 1397 و 1515 التى تعترف بحتمية الدولة الفلسطينية لن يتزعزع او يضعف بل يزداد يوما بعد يوم وتكون اسرائيل مخطئة لو ظنت انها تستطيع كسر شوكة وعزيمة الشعب الفلسطينى. اذا كانت فاعلية القرارات الصادرة عن لجنتنا مرتبطة ارتباطا وثيقا بفاعلية الجهود التى تبذلها الدول لتحقيق تلك القرارات فان تضافر هذه الجهود يعد مطلبا ملحا لا غنى عنه اذا اردنا ان نرى القرار المعنى بحق تقرير المصير للشعب الفلسطينى وقد اثمر ودخل حيز التنفيذ الكامل ولا شك في ان الادارة السياسية الصادقة واحترامنا لقرارات الشرعية الدولية القائمة على حقيقة ما يتعرض له الشعب الفلسطيني على من حقه فى تقرير مصيره جميعها ستسهم فى حصول الشعب الفلسطينى حقوقه غير منقوصة. ولا يفوتنى وانا فى خضم الحديث عن تفعيل قرار لجنتنا هذه واهمية توافر الارادة السياسية القادرة على تفعيله ان اشير الى ان بلادى لم تكن يوما ما بعيدة عن عمق الصراع العربى الاسرائيلى وبذلت الجهود الكفيلة برأب الصدع وايقاف مسلسل العنف من خلال مبادرة كان اخرها تلك التى اطلقها سمو ولي العهد وتبنتها الدول العربية مجتمعة خلال قمة بيروت 2002 م واصبحت مبادرة عربية تدعو الى سلام عادل وشامل بين العرب واسرائيل مبنى على قرارات الشرعية الدولية باقامة دولة فلسطينية مستقلة وتستهجن مواقف اسرائيل من المبادرات الدولية الداعية الى العودة للمفاوضات للوصول الى اتفاق سلام يضمن للشعب الفلسطينى حقوقه ولاسرائيل امنها وللمنطقة باسرها استقرارها. لقد اعلنت الدول الراعية لعملية السلام فى الشرق الاوسط مرارا التأكيد على حق الشعب الفلسطينى فى تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة وتقع على عاتق هذه الدول مسؤولية انجاز هذا الحق الذى طالما نادى به الشعب الفلسطينى ولجنتنا هذه لسنوات ذاق خلالها صنوفا من المآسى والانتهاكات على ايدى قوات الاحتلال الاسرائيلي. ان عملية السلام مازالت على قيد الحياة تتطلع الى ترجمة واقعية للادارة السياسية الصادقة فى تمكين الشعب الفلسطينى من حقوقه ولجنتنا هذه ومن خلال ايمانها بمشروعية هذا الحق الذى سيضمن للفلسطينيين كما هو للاسرائيليين حال تحقيقه الامن والاستقرار والعيش الكريم قادرة على المساهمة الفاعلة من خلال ما يصدر عنها الى واقع عملى ملموس، بالرغم من ادراك وفد بلادى مواقف الدول المختلفة عن الشان الفلسطينى الا انه مازال يامل فى النظرة الثاقبة لاعضاء لجنتنا هذه فى مساندة ودعم الشعب الفلسطينى للحصول على كافة حقوقه التى اقرتها له الشرعية الدولية. ولا يفوتنى السيد الرئيس فى معرض حديثى وفى خضم الصعوبات التى تحول دون قيام بعض الاليات بمهامها ان اتقدم بالشكر للسيد جون دوجارت على تقريره المعروض على لجنتنا هذه والذى يعكس فى مجمله بعض الانتهاكات التى تمارسها قوات الاحتلال الاسرائيلى وتحول دون حق الشعب الفلسطينى فى تقرير مصيره.. كلنا امل فى تعاطف لجنتنا هذه وتأييده الكامل لتمكين الشعب الفلسطينى من هذا الحق.