سجلت أسعار خام القياس الامريكي الخفيف اعلى مستوياتها في 13 شهرا يوم الاربعاء الماضي مسجلة 38.35 دولار للبرميل قبل ان تغلق على اعلى مستوى في 13 عاما عند 38.18 دولار، وجرى تداول الخام الامريكي في اسيا امس بسعر 38.08 دولار للبرميل. و قال رئيس منظمة اوبك بورنومو يوسجيانتورو في جاكرتا ان المنظمة قلقة ازاء اسعار النفط المرتفعة، ولكنها رتبت بالفعل خططا لخفض الانتاج اعتبارا من ابريل. وشدد على أن "السعر الحالي للنفط لن يكون مفيدا للعالم ونحن قلقون ازاء هذا الامر". الا انه اشار الى ان اوبك لن تتراجع عن قرارها في فبراير بخفض سقف الانتاج الرسمي بواقع مليون برميل يوميا ليصل الى 5.23 مليون برميل يوميا اعتبارا من اول ابريل، وقال "لقد تقرر ذلك بالفعل". واضاف قائلا "لقد اجرينا التخفيضات بالفعل. الكميات المخصصة للتصدير تحددت بالفعل في اوائل مارس. ونحن الآن في منتصف مارس لذا فقد طلب اعضاء اوبك من الشركات المنتجة خفض المخصصات بما يصل الى مليون برميل يوميا". وتابع بورنومو "بالتالي فان قرار ابريل تم تنفيذه بالفعل لان مخصصات ابريل تحددت قرب العاشر من مارس على اقل تقدير". وتتعرض اوبك لانتقادات من المستهلكين الذين يخشون ان يؤدي ارتفاع اسعار النفط الى تعثر النمو الاقتصادي. وكان وليام رامزي نائب المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية قد اشار الى انه يشعر بالصدمة لوصول اسعار النفط الى هذه المستويات العالية. لكن بورنومو قال ان الاسعار الحالية لا تعكس العرض والطلب في السوق وانما تعكس المضاربة على عوامل منها المخاوف الامنية التي اثارتها تفجيرات مدريد، مبينا أن"الاسعار الحالية المرتفعة لا تستند الى اساسيات السوق". وتقلق الأمريكيين وأدى الارتفاع في أسعار النفط في الولاياتالمتحدة الى زيادة القلق لدى عدد كبير من الصناعيين الأمريكيين بدءا بالشركات الجوية الى جانب سائقي السيارات الذين يشهدون تآكل أموالهم لدى ملء خزانات البنزين الذي يزداد سعره أكثر فأكثر. وعلق وزير الخزانة الأمريكي جون سنو على ذلك بالقول ان "الاسعار المرتفعة للطاقة والأسعار المرتفعة للنفط غير مرغوب فيها. انها تؤثر على الصناعيين الأمريكيين مثل الضريبة". لكنه عبر عن أمله في ان "تعود الأسعار الى التراجع". وفي مذكرة الى المستثمرين اقرت "اميركان ايرلاينز" كبرى مجموعات الطيران في الولاياتالمتحدة ان "اسعار الكيروسين اكثر ارتفاعا مما هو متوقع". وقالت كاتي بونانو مسئولة العلاقات مع المستثمرين ان تخفيض النفقات في قطاعات اخرى من نشاطها يمكنه فقط ان يسمح للشركة الجوية بتخفيف معاناتها في الفصل الاول من هذا العام. وكانت شركة "دلتا اير" حذرت الأسبوع الماضي من نتائج انشطتها في الفصل الاول. وقالت "دلتا" ان السبب هو "الضغوط المتواصلة على رقم الأعمال والمرتبطة، باسعار الوقود المرتفعة دائما"، مشيرة الى ان "حوالي 47 مليون دولار من الخسائر الاضافية التي توقعتها في الفصل الاول من العام 2004 تعود للتكاليف المرتبطة بالوقود". وتعاني الصناعة الثقيلة هي الأخرى هذا الارتفاع. واوضح كيفين لويري مدير الاتصال في مجموعة "الكوا" العملاقة للالمنيوم ان "الطاقة تشكل حصة كبرى من تكاليفنا الانتاجية. الكهرباء تمثل حوالى 25% من انتاج الالمنيوم ونسعى بكل الوسائل الى تخفيض هذه التكلفة". وقال جويل ناروف رئيس قسم الاقتصاديين في "ناروف ايكونوميست ادفايزورز": انه "عبء ثقيل بالنسبة للشركات التي تستهلك كميات ضخمة من الطاقة وارتفاع اسعار النفط الخام يؤثر سلبا على برامج النفقات". واضاف: ان هذه الشركات "لا يمكنها زيادة اسعارها في الظروف الحالية والامر ليس جيدا لقطاع التوظيف". وقد عبر الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (البنك المركزي) عن ارتياحه لأن الارتفاع الجنوني لاسعار النفط الخام يؤثر تأثيرا معتدلا نسبيا حتى الأن على ما يبدو. وتشير الارقام التي نشرت الاسبوع الماضي الى ان اسعار الاستهلاك في الولاياتالمتحدة ارتفعت بنسبة 0.3% في فبراير مقارنة بما كانت عليه في يناير، وهي زيادة ناجمة بشكل اساسي عن الاسعار المرتفعة للنفط والبنزين. واعتبر جويل ناروف ان ارتفاع سعر النفط وبالتالي الوقود "يخلق ثغرة اعمق كل يوم في جيوب المستهلكين". وفي هذه البلاد التي لا غنى فيها عن استخدام السيارة، يعرب المستهلكون بدورهم عن استيائهم عندما يملؤون خزانات الوقود لان سعر البنزين تجاوز في بعض الولايات الدولارين للغالون الواحد (قرابة اربعة ليترات)، مع انه ثمن بخس مقارنة بالاسعار في اوروبا. وقال جويل ناروف ايضا "بين الفصل الثالث والفصل الرابع من العام الماضي، كلف ارتفاع سعر النفط المستهلكين الأمريكيين حوالى 5.7 مليارا دولار". واضاف ان "ملء خزان الوقود اليوم يضر بالقوة الشرائية للامور الاخرى التي قد تكون اساسية في بعض الاحيان، مثل التعليم والصحة".