توالت مؤخرا عدة مقالات تناولت موضوع تصاعد الغبار من مصنع شركة الاسمنت السعودية بالهفوف وللمنتقدين والمتحدثين من المواطنين كل الحق, فالموضوع مهم وحساس. وتكمن اهمية الموضوع من حيث انه يمس المواطن ومقدراته, كما انه موضوع حساس لان عدم معالجته لها انعكاسات سلبية على جميع المستويات سواء كانت اقتصادية او اجتماعية. ان الادارة العليا بلشركة ممثلة برئيس واعضاء مجلس الادارة وكبار المسؤولين التنفيذيين لديها تشاطر كل مواطن محب لهذا الوطن العزيز المعطاء, غيرته ونخوته وحرصه على توفير بيئة نظيفة وخالية منالغبار تكون ملائمة ليس فقط لكوادر الشركة الذين يعملون في المصنع على مدى 24 ساعة متواصلة, ولكن ايضا لكافة المواطنين الذين يقطنون في المدن والقرى المجاورة للمصنع, ونود فيما يلي توضيح الجهود الكبيرة التي بذلتها ومازالت تبذلها الشركة في سبيل الحد من تصاعد الغبار, بل ومحاولة تخفيض معدلات انبعاثه الى مستويات تقل كثيرا عن متطلبات الرئاسة العامة للارصاد وحماية البيئة وعن المعدلات العالمية التي تتبعها دول العالم المتقدم في كل من اوروبا وامريكا: 1- عند انشاء الشركة في عام 1961م وتركيب اول الافران في مصنعها بالهفوف, لم تكن هناك اية متطلبات للحد من انبعاث الغبار سواء على المستوى المحلي أو الاقليمي وبالتالي لم يتم استخدام اية تقنية للسيطرة على انبعاث الغبار, وقد استمر ذلك الامر مع تركيب الفرنين الثاني والثالث ايضا في المصنع, علما بان هذه الافران جميعها افران صغيرة بطاقة 300 طن يوميا فقط للفرنين الاول والثاني و700 طن للفرن الثالث. 2- في عام 1976م قامت الشركة بانشاء فرنين اضافيين في مصنعها بطاقة 1500 طن يوميا لكل منهما, وعند انشاء هذين الفرنين قامت الشركة بتركيب مرسبات الكتروستاتيكية (Electrostatic preciptitaors) لجميع الافران للحد من انبعاث الغبار الى المعدلات التي كان متعارفا عليها في ذلك الوقت, والمعتمدة من قبل الرئاسة العامة للارصاد وحماية البيئة بالمملكة انذاك. 3- مع الارتقاء بهذه المعدلات مع مرور الوقت, كان لزاما على الشركة الارتقاء ايضا بتقنيات افرانها ومرافق الانتاج الاخرى التابعة لها لتخفيض انبعاث الغبار الى مستويات اقل من تلك التي كان معمولا بها عند انشاء هذين الفرنين. وانطلاقا من هذا تبنت الشركة مشروعا مدته خمس سنوات ورصدت له ميزانية تقدر بمبلغ 43 مليون ريال لتركيب مرسبات الكتروستاتيكية اضافية (الى جانب تلك التي سبق تركيبها عند التنفيذ) وكذلك تركيب اجهزة متقدمة لقياس معدلات انبعاث الغبار, بالاضافة الى فلاتر خاصة تساعد على تخفيض معدلات الانبعاث. وقد تم العمل على ذلك المشروع بالتنسيق مع لجنة خاصة مكونة من مسؤولين من كل من وزارة الصناعة والكهرباء والمدينة الصناعية بالاحساء والرئاسة العامة للارصاد وحماية البيئة. هذا ومازالت الشركة تقوم بالتعاون والتنسيق مع تلك اللجنة المختصة لمتابعة كافة الامور المتعلقة بالحد من انبعاث الغبار, وقد توصلت فعليا الى التقليل كثيرا من معدلات انبعاث الغبار من معظم مرافق الشركة, وجار حاليا انهاء الجزء القليل المتبقي منها. 4- انطلاقا من تجارب الشركة السابقة في هذا المضمار, ولتلافي اي حلول مؤقتة للحد من انبعاث الغبار, قامت الشركة مؤخرا بالاتصال بالشركات العالمية المتخصصة في هذا الامر, وبعد البحث والتدقيق تبين لنا انه قد تم تطوير تقنية كانت موجودة اصلا ولكنها كانت محدودة الفعالية بحكم عدم استطاعتها تحمل الحرارة العالية للغبار المتصاعد من الافران, الا انها مع تطورها فانها قادرة الآن على ان تكبح جماح الغبار المتطاير من الافران ومرافق الانتاج الاخرى في مصانع الاسمنت بشكل افضل كثيرا من استخدام المرسبات الالكتروستاتيكية. وهذه التقنية المتطورة تعتمد على بناء بيوت خاصة لمرشحات ضخمة وهذه المرشحات تتلاءم مع ظروف تشغيل مصانع الشركة كما انها تعمل في جميع الظروف التشغيلية, ولا تتوقف عند تعطل الافران لاي سبب فني, بل انها تظل تعمل على التقاط الغبار من مرحلة الى اخرى, وبالتالي فانها تشكل حلا جذريا لموضوع انبعاث الغبار. وبالتالي فان استعمال هذه التقنية المتطورة سوف ينتقل بالشركة الى مستويات متقدمة جدا, بحيث يصبح الغبار المتطاير شبه معدوم, ويقل كثيرا عن المعدلات المقبولة لدى الرئاسة العامة للارصاد وحماية البيئة, كما انه يقل كثيرا عن المعدلات المحددة من قبل الجهات المعنية المختصة لدى الدول الكبرى المتقدمة في هذا المجال. وللعلم فان هذه التقنية المتطورة سوف يتم استخدامها قريبا حيث ستقوم الشركة بالتعاقد خلال الاشهر القليلة القادمة مع كبرى الشركات الاوروبية المتخصصة في هذا المجال لتركيبها في مصنع الهفوف وسوف يتم انجازها في اقرب وقت ممكن. 5- الآن وبعد التشكيل الجديد للرئاسة العامة لمصلحة الارصاد وحماية البيئة, وبالتنسيق معهم وبتوجيه من مجلس الادارة, تواصل ادارة الشركة متابعتها لتحديث جميع مرافق الانتاج للوصول الى اقل مستوى ممكن من انبعاث الغبار والتي يجب ألا تزيد بأي حال من الاحوال عن المقاييس المقررة من الرئاسة العامة للارصاد وحماية البيئة, وقد تمت دراسة هذا الامر مع الاستشاريين وتم وضع خطة عمل للبدء في تنفيذ هذه الاعمال وسيوقع العقد ان شاء الله قبل نهاية هذا العام. 6- ومن الجدير بالذكر ان الشركة تبذل جهودا مكثفة لتطوير مرافق الانتاج منفردة ومجتمعة مع شركات الاسمنت الاخرى, وقد استضافت بتاريخ 2004/3/20م اول اجتماع تنسيقي بين شركات الاسمنت العاملة في المملكة من جهة وبرعاية الرئاسة العامة للارصاد وحماية البيئة بعد تشكيلها الجديد, وقد هدف الاجتماع الذي حضره مندوبو الشركات, وكذلك المسؤولون الحكوميون ذوو العلاقة, الى ضرورة تضافر جهود جميع شركات الاسمنت مع الرئاسة العامة للارصاد وحماية البيئة, والجهات الاخرى ذات العلاقة لايجاد بيئة صحية ونظيفة وكذلك لايجاد السبل الكفيلة باستغلال الغبار الذي يتم تجميعه في صناعات اخرى تعود بالخير على هذا الوطن الحبيب وتساهم في رفعة وتقدم اقتصادنا الوطني. والشركة اذ تؤكد حرصها الدائم على خدمة المواطنين بكل فئاتهم بمن فيهم كوادرها العاملة ومساهموها فانها تدعو كل من يرغب في معرفة المزيد من التفاصيل, حول هذا الموضوع الى مقابلة المسؤولين في الشركة بالدمام او بالمصنع (وهذا هو المفضل) للتعرف على جميع خطط وبرامج الشركة على ارض الواقع. ان الشركة بجميع ادارييها ومنسوبيها هي جزء من هذا المجتمع وهي حريصة كل الحرص على ايجاد بيئة نظيفة لينعم كل فرد فيها وبجوارها بحياة هانئة وسليمة. * مدير عام شركة الاسمنت السعودية