اطلعت على التقرير الخاص الذي اعده مجلس ادارة شركة الاسمنت السعودية عن اعمال الشركة لعام 2001م وفي واقع الامر, رأيت انه يستحق القراءة, فقمت بالتمعن فيما جاء به التقرير وآثرت ذكر بعض الانجازات والاعمال الجبارة, التي وردت في التقرير, ونشرها على نطاق اوسع, يتعدى حدود قطاع الاسمنت والصناعة بشكل عام, الى جميع المواطنين في المملكة وخصوصا ممن لايعرف شيئا عن هذه الشركة العريقة والعملاقة ومشاريعها الجديدة التي تم تنفيذها والتي لايزال العمل قائما في بعضها. تتكون الشركة بشكل اساسي من مصنع الاسمنت في محافظة الاحساء ويقع شمال مدينة العيون بحوالي عشرة كيلو مترات ويطلق عليه (مصنع الهفوف) والمصنع الاخر (مصنع عين دار) والذي يقع بالقرب من بلدة عين دار وبعض الهجر التابعة لمحافظة بقيق, وحديثا, قامت الشركة بانشاء مرفق التصدير بميناء الدمام الى جميع المستهلكين خارج المملكة العربية السعودية. والعمل في هذه المرافق يسير بفعالية وانضباط وبدقة في جودة الانتاج حيث كان ذلك بارزا وجليا في جميع مجالات التشغيل, الصيانة, الانتاج, الحماية الوقائية, غرف التحكم والسيطرة مع اعطاء اهمية خاصة في مجال سعودة الموظفين. ففي قسم الانتاج حافظت الشركة على تفوقها في جودة الانتاج لكافة انواع الاسمنت المنتج في مصنعيها فبلغت كمية الانتاج (الكلنكر) خلال العام 4.442.227 طنا, وذلك بزيادة 1.030.965 طنا, اي ما نسبته 2.4% من انتاج العام الذي سبقه, اما كميات الاسمنت المنتجة فبلغت 4.440.132 طنا, بزيادة 220.219 طنا, اي نسبة 6% عن العام الذي سبقه. ومما يستحق الذكر, ان اجمالي الكميات المنتجة في مصنعي الشركة قد فاقت عن اجمالي الطاقة التصميمية للمصنعين بنسبة 7.1% تقريبا. اما بالنسبة لسعودة الموظفين فقد وصلت نسبة السعوديين العاملين في الشركة الى 57% تقريبا, اي اعلى نسبة, مقارنة بمصانع الاسمنت الثمانية الاخرى في المملكة, مع العلم ان برامج سعودة الموظفين تحظى باهتمام, وبشكل كبير في جميع مصانع الاسمنت في المملكة. وقد تسلمت ادارة شركة اسمنت السعودية في شهر اكتوبر من عام 2001م جائزة المركز الاول على قطاع الاسمنت في مجال السعودة والمقدمة من صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية ورئيس مجلس القوى العاملة حفظه الله وذلك تقديرا من سموه لجهود الشركة في مجال تدريب وتوظيف الكوادر الوطنية. كما استمرت الشركة في سياستها في التطبيق والالتزام بانظمة الجودة العالمية والاذعان لمتطلبات المستهلك باتباع نهج مميز وضعته الادارة بوضع بيئة المستهلك في عين الاعتبار قبل البدء في عملية التصنيع, وحافظت الشركة على الشهادات الممنوحة لها بهذا الخصوص وذلك من الشركة الالمانية المتخصصة والمعتمدة في هذا المجال. وذكر التقرير ان جميع الطواحين والافران والمعدات الاخرى المساندة تعمل بكفاءة عالية ومن دون اي اعاقة مع ما يواجهه فريق العمل من مفاجآت وتحديات واوقات عصيبة, ولكن كان الفريق وبمساندة ودعم كاملين من مجلس ادارة الشركة اقوى واعرف بمواجهتها حتى كان اقدر على تذليل تلك الصعاب, وبسبب القوة والتصميم والعزيمة والحماس والمراقبة الشديدة ومتابعة اعمال الصيانة وازالة المسائل العالقة وحل المشاكل بمستوى عال من المفهومية والموضوعية والعمل بروح الفريق الواحد واستشارة المهندسين في المسائل التصميمية والمعادلات والمتراجحات وطرق فن تطوير عمليات التشغيل والانتاج وايجاد حل جذري وسريع للمشاكل العرضية والطارئة في المصنعين, فانه لم يتوقف اي من تلك المعدات الا لاعمال الصيانة الدورية الوقائية وبعض الاعمال الروتينية. ومن الامور والمسائل ذات الدلالة على متانة وصلابة الشركة والنظر الى المستقبل بعين ثاقبة, اضافة الى ما تحمله هذه الادارة من رؤية بعيدة النظر والقدرة على التخطيط ووضع الاستراتيجيات لتنفيذها على المدى القصير او البعيد ساهمت وبشكل كبير في توسع عمليات تصدير الاسمنت والكلنكر الى دول اخرى, هي في حاجة لهذه المواد الحيوية بالنسبة للبناء والمحافظة على البنية التحتية لدولهم. فمن هذه البلدان, مملكة البحرين الشقيقة ودولة الامارات العربية المتحدة وبعض دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وبعض الدول العربية, وتعدت عملية التصدير وبكميات كبيرة الى عدن ونيجيريا وغانا ودول اخرى غير عربية. واستمرت الشركة في تنفيذ خطتها الهادفة الى استقطاب الكوادر والكفاءات الوطنية للعمل لديها كما استمرت في تطوير برامجها التدريبية لتدريب العاملين السعوديين بالحاقهم ببرامج التدريب على رأس العمل وكذلك عن طريق ابتعاثهم في دورات تدريبية داخل وخارج الوطن وستستمر على هذا النهج حتى تصل نسبة السعودة الى اعلى مستوى ممكن. ولاشك ان كل معمل او مصنع لديه من المشاكل التي لاتحل بين يوم وليلة وانما على المدى الطويل, ومن هذه المشاكل العالقة ولسنين طويلة ظل السكان المحيطون بموقع مصنع الهفوف وخصوصا سكان حي شركة الاسمنت واهالي مدينة العيون وبلدة المراح يعانون من الغبار المتطاير وان خف عن ذي قبل, بسبب عمليات التحسين والتطور المستمرة والاصلاحات التي طالت جميع مرسبات الغبار في الافران, وكذلك تركيب اجهزة مراقبة درجة العتمة على مداخن تلك الافران ومرافق الانتاج الاخرى ذات العلاقة ومع ان هذا البرنامج استغرق خمس سنوات من العمل المتواصل والتفاني من قبل جميع المسؤولين في ايجاد حل جذري ونهائي لهذه المشكلة الا ان تطاير الغبار لايزال قائما وان كان اخف من الماضي بكثير بسبب المتابعة من قبل مجلس الادارة لتنفيذ هذا البرنامج الذي يهدف للقضاء على هذه المشكلة, حتى تصل نسبة الغبار المتطاير الى درجة الصفر والشركة مصممة على ان تصل لهذه النسبة او اقل او اكثر مهما كلف الامر. اذا الشركة بمصنعيها ومرفق التصدير الجديد بميناء الدمام, تعمل بقوة وبمثابرة وكفاءة وقدرة عالية وتكريس جل الوقت في الحفاظ على استمرارية عملية الانتاج وذلك بما يلقاه فريقا المصنعين من توجيه وعناية ومتابعة دقيقة والسرعة في صنع القرار والتشجيع على العمل بروح واحدة مع مايبديه رئيس مجلس ادارة الشركة الشيخ وليد احمد الجفالي, وكذلك باقي اعضاء الشركة بمجلسه من دعم ومساندة كاملة للاداريين والموظفين والعاملين في المصنعين في جميع المجالات واوجه العمل ومجلس ادارة شركة الاسمنت السعودية يتكون من: @ الشيخ/ عبدالعزيز حمد القصيبي, الشيخ/ خالد سليمان العليان, الشيخ/ محمد عبدالله الزامل, الشيخ/ عبدالرحمن محمد العبدالكريم, الشيخ/ عبدالكريم العبدالعزيز الخريجي, الشيخ/ محمد عبدالله العرفج, الشيخ/ محمد سليمان بالغنيم, الشيخ/ عمر سليمان الراجحي, الشيخ/ حاتم علي الجفالي, الاستاذ/ نور الدين عبدالله نور الدين. وختاما تبقى مشكلة الغبار المتطاير والمزيد من سعودة التوظيف من اهم اهداف الشركة ومن اولويات جدول اعمالها فهم والحق يقال قادرون واهل لها وان شاء الله سيتم لهم ذلك. وبدورنا نشكر جميع العاملين والقائمين على هذه الادارة على ما يقومون به من جهد في سبيل تقدم وازدهار قطاع الاسمنت وكذلك كل المسؤولين في قطاع الصناعة وماسبق ذكره يعد مفخرة قام بها نخبة من ابنائنا المتميزين والبارزين بالتعاون مع بعض الاجانب من اصحاب الخبرة والكفاءة العالية وندعو الله العلي القدير ان يوفق الجميع الى المزيد من الاعمال الناجحة والجبارة في هذا القطاع الحيوي وجميع القطاعات الصناعية الاخرى في المملكة. اللهم جنبنا وجنب هذا الوطن العزيز كل كرب ومكروه.